الفجيرة نيوز

في ثاني أيام جولاتها هذا العام، الذي تزامن مع الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف الثامن من شهر مارس في كل عام، واصلت مسيرة فرسان القافلة الوردية أمس الأول (الأربعاء)، جهودها التوعوية الرامية إلى تعزيز الوعي بسرطان الثدي، وبأهمية الكشف المبكر عنه، ونجحت عياداتها الطبية في تقديم الفحوصات المجانية للكشف عن سرطان الثدي لـ 588 شخص.

وتحظى مسيرة فرسان القافلة الوردية، إحدى مبادرات جمعية أصدقاء مرضى السرطان، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة من قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وانطلقت نسختها السابعة في 7 مارس الجاري تحت شعار “سبع سنوات.. لسبع إمارات” احتفاءً باتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وستستمر حتى 17مارس الجاري، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بسرطان الثدي، وبأهمية الكشف المبكر عنه، وتقديم الفحوصات المجانية في جميع أنحاء دولة الإمارات.

وحفلت مسيرة الفرسان في يومها الثاني بالعديد من الأحداث، حيث شارك أكثر من 10 فرسان من برنامج “جودولفين الطائر”، وهو برنامج تدريب الإدارة والقيادة الفريدة التي تتخصص في سباق وتربية صناعة أصيل الدولية، أطلقه ويقوده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي منذ العام 2003، ويعمل البرنامج على توفير التدريب الإداري لمجموعة متنوعة من قادة الصناعة الأصيلة المحتملين.

وخلال المحطات التي مرت بها المسيرة عمت أجواء احتفالية حرص فيها المشاركين من الرجال تقديم التهانئ والتبريكات لجميع السيدات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وثمنوا الأدوار المحورية التي تلعبها السيدات في إنجاح مسيرة فرسان القافلة الوردية كل عام.

وقال الفارس الاميركي مايكل سميث، المشارك في برنامج جدلفن:” هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها بالقافلة الوردية والتي أعتز بها، وقد جئت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خصيصاً من أجل هذه المشاركة، التي يعود حرصي عليها إلى قصة اكتشاف إصابة والداتي بمرض سرطان الثدي، الذي كان في مراحله الأولى، حيث أجري لها عدداً من الفحوصات وبعد تأُكد الإصابة، استجابت لجلسات علاج مكثفة، وهي الآن في حالة أفضل وتتحسن صحتها بمرور كل يوم مع جرعات العلاج”.

وأضاف سميث: “تجربتي مع إصابة والداتي، منحتني عدة دروس، أهمها أنني استشعرت الأهمية القصوى للكشف المبكر عن سرطان الثدي، والدور الإيجابي الذي يلعبه في استجابة الجسم للعلاج بشكل أفضل، ومن ثم التماثل التام للشفاء، إلى جانب تعرفي على أن مريض السرطان يحتاج إلى رعاية خاصة وإلى دعم معنوي كبير، هو ما دفعني هذا العام للمشاركة في مسيرة فرسان القافلة الوردية، والتي منحتني فرصة القيام بمسؤوليتي المجتمعية حول تعزيز الوعي بسرطان الثدي، من خلال أحب الهوايات إلى قلبي وهي الفروسية وركوب الخيل”.

ومن جانبها أعربت الفارسة عرب حمودة، عن سعادتها بالمشاركة في مسيرة فرسان القافلة الوردية، التي منحتها فرصة المساهمة في تعزيز الوعي بسرطان الثدي وبأهمية الكشف المبكر عنه، ولفتت إلى أن النجاح في مكافحة هذا المرض يتطلب مزيد من الوعي والأمل والشجاعة.

وأضافت: “من خلال مشاركتنا في هذا اليوم الاستثنائي، الذي جاء والعالم يحتفل بالتضحيات التي قدمتها ومازالت تقدمها المرأة من أجل بناء ونهضة مجتمعها في جميع أنحاء العالم، نؤكد على أن الحفاظ على صحة السيدات، والحد من انتشار سرطان الثدي هما مسؤولية كل أب وزوج وأخ داخل الأسرة، حيث ينبغي عليهم تشجيع بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم على القيام بالفحوصات للكشف عن سرطان الثدي بشكل دوري، إلى جانب بث روح الأمل والتفاؤل في كل سيدة تثبت إصابتها بالمرض، فهي مسؤولية اجتماعية تضامنية ينبغي على الجميع المشاركة فيها”.

وشهدت عيادة الماموجرام المتحركة التي أقيمت في مستشفى الفجيرة، والعيادات الطيبة الثابتة في كل من مستشفى دبا الفجيرة التي استقبلت الرجال والنساء على حدٍ سواء، ومستشفى خورفكان بالمنطقة الشرقية، والعيادات الثابتة المتواجدة في كل إمارة من الإمارات السبع، والتي تم تدشين العمل فيها هذا العام، تماشياً مع احتفالات القافلة الوردية بمرور سبع سنوات على انطلاقاتها إقبالاً كبيراً من كافة فئات المجتمع رجالاً ونساءً من مختلف الجنسيات.

وقدمت العيادات الفحوصات المجانية لـ 588 شخص، بلغ عدد السيدات فيهم 516، والرجال 72، بينما بلغ عدد المواطنين 111 مواطن ومواطنة، والمقيمين 477 مقيم ومقيمة، ومن جملة هذا العدد خضع 370 شخص للفحص السريري، و180 شخص للماموجرام، و38 شخص للأشعة الصوتية، وذلك بعد فحص 566 شخصاً في اليوم الأول من المسيرة الذي شمل الشارقة والفجيرة، ليصبح المجموع 1154 فحص مجاني لسرطان الثدي.

ونجحت المسيرة في يومها الثاني في قطع مسافة 25.6 كم، انطلاقاً من كلية التقنية العليا للبنين بالفجيرة، مروراً بسيتي سنتر الفجيرة، ومستشفى الفجيرة، ومسجد الشيخ زايد بالفجيرة، وشاطئ هيلتون، ومستشفى خورفكان، وصولاً إلى فندق أوشيانيك في خورفكان، وحرص الفرسان على تبادل التحايا مع الجمهور على امتداد طريق مسيرهم، الذي كان فيه المارة ومستغلو السيارات يلوحون لهم بعلامة النصر.

ونجحت القافلة الوردية خلال الأعوام الستة الماضية في تعزيز الوعي بسرطان الثدي، وبأهمية الكشف المبكر عنه، في مختلف مدن ومناطق دولة الإمارات، وأسهمت نشاطاتها في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تدور حول المرض، وأزالت حاجزي الخوف والخجل اللذين يعتريان التعامل معه، مما شجع أكثر من 41 ألف شخص من مختلف الفئات والجنسيات لإجراء الفحوصات التي تقدمها القافلة مجاناً.