الفجيرة اليوم

طالب أولياء أمور وعضو بالمجلس الوطني الاتحادي، بجعل مادة الإسعافات الأولية خياراً متاحاً أمام الطلبة الدارسين ضمن مادة التعليم العام والعالي التي تضم اللياقة البدنية والصحة الشخصية، شريطة أن ترتكز أبرز محاور المادة على إعادة إحياء القلب وتنشيطه، وتضميد الجروح والتعامل مع الإصابات الناتجة عن حوادث الحروق والغرق وخلافها، مما يجعل الطالب قادراً على إسعاف المصابين جراء الحوادث على الطريق دون مساءلة قانونية، وفقاً للشهادة الحاصل عليها، لاسيما وأن مساعدة المصاب تعتبر واجباً قانونياً، من أجل التعامل مع الحالات الطارئة سواء في البيت أو في الطريق.

مناقشة تشريعية

وأكدت ناعمة الشرهان عضو المجلس الوطني الاتحادي، سعيها إلى طرح ملف إلزامية التدريب على الإسعافات الأولية، ضمن جلسات المجلس القادمة، لطلاب المدارس والجامعات وحتى للكوادر التعليمية والموظفين في جهات عملهم من أجل دعم توفير ثقافة عامة تمكن أي شخص من مساعدة الآخر في حال وقوع طارئ.

وأضافت أنه يجب على كل موظف معرفة عمل الإسعافات الأولية من منطلق إنساني قبل أن يكون إلزامياً، كونها تكسبه خبرات ومهارات يستفيد منها الشخص في بيئة العمل أو خارجها، كما أن التثقيف الصحي لا غنى لأي مجتمع متحضر عنه مثل المجتمع الإماراتي، كون هذه الثقافة تسهم بشكل إيجابي في الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والقاطنين على أرض الدولة.

وأشارت الشرهان إلى أن الإلمام بثقافة الإسعافات الأولية تجعل الأشخاص أكثر قدرة على التصرف بحكمة وتعقل، حال المفاجآت الصحية الطارئة التي تسبب أخطاراً مضاعفة إذا لم يحسن التعامل معها خلال الفترة السابقة على وصول الإسعاف أو الذهاب إلى المستشفيات، موضحة أن التوعية الصحية أصبحت من ضروريات الحياة العصرية، نظراً لتعدد المسؤوليات والمهام التي نقوم بها جميعاً، وتتطلب الإلمام بالكثير من المهارات التي تفيد في حالات الضرورة ومنها الظروف الصحية الطارئة التي قد يمر بها أي فرد من أفراد الأسرة، أو من زملاء العمل.

مساعدة

وأشارت جواهر الجسمي إلى ضرورة إدراج برامج الإسعافات الأولية ضمن البرامج المدرسية والأكاديمية، لافتة إلى أن هناك حالات كثيرة قد تصادفنا في الأماكن العامة لضحايا حوادث مرورية، أو للإغماءات، أو لتوقف مفاجئ للتنفس أو القلب، والمحزن أن الكثير لا يساهمون في هذه الحالة سوى بالتجمهر حول المصابين فحسب، دون القدرة على تقديم أي مساعدة، وذلك نتيجة عدم إلمامهم أو حتى امتلاكهم بعض المهارات الإسعافية المطلوبة في هذا الجانب، وقلما نجد من لديه القدرة على التعامل مع مثل هذه الحالات وتقديم المساعدة لها حتى وصول سيارة الإسعاف لمباشرة الحالة، وبالتالي التسبب في إنقاذ حياة إنسان، وهو ما حثنا عليه الله عز وجل في كتابه الكريم في قوله تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).

كما أشارت علياء العامري إلى أن كثيراً من الوظائف يواجه فيها الموظفون حالة تستدعي الإسعافات ما يبين أهمية إدراج برامج الإسعافات الأولية ضمن المناهج لضمان إلمام جميع الخريجين على معرفة بأهم تلك الإسعافات.

وأضافت أن توفير الرفاه للمجتمع لا يكتمل إلا بتعزيز العمل التطوعي وبالذات في الشأن الصحي، ولأننا في وقت يستوجب حساب قيمة ومردود كل سلعة تباع، أو خدمة تقدم فإن ما سيضاف للمعادلة هو ضخ مخصصات مالية كبيرة «محسوبة» لتنفيذ البرامج التدريبية لفترة من الزمن نحصد ثمارها بقياس المؤشرات التي يجب أن نضعها لقياس مستوى الخدمة وكلفتها الحقيقية، وهذا سيقودنا لأن نوفر الخدمة ونطورها وننشرها على مستوى الدولة بهدف إنقاذ الأرواح، والتعامل مع الحالات الخطيرة في زمن قياسي.

وشددت المواطنة هند النعيمي على ضرورة تخصيص مناهج تعليمية في مجال الإسعافات الأولية في المدارس والجامعات، على أن تكون مادة رئيسية تخضع للنجاح والرسوب، وتدخل أيضاً في حساب المعدل التراكمي للطالب، بحيث تتضمن هذه المناهج مهارات التعامل مع الحالات الطارئة، سواءً في المنزل أو العمل أو في الأماكن العامة.

 

البيان