الفجيرة اليوم – فريال الرشيد

اختتم ملتقى الفجيرة الإعلامي فعالياته، اليوم الأربعاء 25 أكتوبر 2017، بجلسة حوارية ناقشت “الإعلام بين العولمة والهوية ومستقبل الإعلام”، حيث أدار الجلسة أحمد العرفج، وتحدث فيها كل من: ماضي خميس  رئيس تحرير جريدة الكويتية، علي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام من الإمارات، والدكتورة إخلاص التني من جامعة الفجيرة، والإعلامي الإماراتي مصطفى الزرعوني من الإمارات.

وناقش المتحدثون خلال الجلسة العديد من المحاور ناقشت تساؤلات منها: ما إذا كان ولابد من الاحتفاظ بالموروث الثقافي الذي يشكل الهوية، أم إذا كان التغيير هو السبيل للحفاظ على الهوية الذاتية، وكيف يمكن تربية الطلبة على التمسك بالهوية، والعلاقة بين الهوية والعولمة، وما إذا كان يمكن اعتبار الهوية عبئاً على الإنسان، وهل مزقت وسائل التواصل الاجتماعي الهوية أم حافظت عليها، والعديد من التساؤلات قدمها مدير الجلسة أحمد العرفج وناقشها المتحدثون.

وتحدث ماضي خميس عن أن صناعة الإعلام ستتطور، وأن وسائل التواصل الاجتماعي هي المتغيرة، رغم ذلك، فإن الإعلام يتأثر ويتغير شكليا، هو الثابت ومواقع التواصل هي المتغير.

كما أضاف ماضي خميس أنه لايمكن تأطير الإعلام في هوية، فالإعلام موهبة وصناعة وإبداع، وقال: “نحن أمام معضلة عن الإعلام وتطوره، وأصبح اليوم هناك جيل من الإعلاميين، والإعلامي هو من يمارس الإعلام ولابد من تعريف ماهو الإعلام لمعرفة هويته”.

من ناحية أخرى، تحدث علي عبيد الهاملي عن تأثيرات الإعلام على الهوية وقال: “عندما نتحدث عن نوعية الرسالة وتأثيرها، فلابد من الإشارة إلى أننا نستخدم المنصات لإيصال أفكارنا لأننا نهدف إلى الانتشار، وإن الخوف ليس من قضية تغيير الزي بل من مدى تأثر الجيل الجديد بمستخدمي المنصات، إذا الخوف على هوية الصغار الذي يتأثرون بأصحاب المنصات بشكل كبير، فهم لا يقرؤون الصحف ولا التلفاز بل يقضون أوقاتهم في التواصل عبر منصات التواصل الاجتماعي”، وأشار إلى أن المنصات وسعت قاعدة المرسلين وخلقت جمهورا واسعاً من المتلقين مما قلل من استخدام الوسائل الإعلامية التقليدية المهمة”.

واختتم الهاملي حديثه قائلا: “نريد لأبنائنا قدوة لتكريس القيم والمبادئ بعد أن أصبحت هذه الوسائل هاجسا لديهم، فلابد أن نقلل من مدى تأثرهم بما يهدم قيمهم”.

الدكتورة إخلاص التني قالت: “يجب علينا نحن ككليات علوم اتصال تعديل المنهج لمواكبة كل المستجدات وتدريب الطلية عملياً في مؤسسات الإعلام المعنية، ولابد من تمكين الطلبة وحثهم على المحافظة على العادات والتقاليد والموروثات والقيم، لتقديم محتوى إعلامي يتسم بالدقة”.

وأضافت التني: “أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تفكيك الأسرة الواحدة، خلطت المسائل فلم نعد نفرق بين الخطأ والصواب، فلابد من توعية الطالب بدءً من العائلة للحفاظ على بقاء الهوية”.

ومن جهته، قال مصطفى الزرعوني: “الهوية هي البيئة التي نعيش فيها هي المتغيرة، وهناك مبادئ يجب الالتزام بها وعدم إقحام الدين بما نود التمسك به، فنحن أصبحنا نركز في التفاصيل ونترك المضمون”.

وأضاف الزرعوني: “هوية الإعلام هي هوية المحتوى والطرح والإعلام لابد أن يشتق مصطلحاته من الشارع، من المتلقي، من الجمهور الذي هو الهدف الرئيسي من الرسالة الإعلامية، فلابد من تغيير المصطلحات لجعلها أكثر سهولة ليفهمها القارئ”.

وتم خلال الملتقى طرح بعض التساؤلات والمداخلات من قبل الحضور أشارو خلالها بأن كل شخص لديه هويات كثيرة، الدين المذهب وغير ذلك، وهذه الهويات لايمكن أن يتخلى عنها، وضرورة إيجاد مركزية قد تكون القانون، الديكتاتور وأحيانا استدعاء هويات من الماضي، وأنه لابد من احتواء الهويات وترشيدها بحيث تكون منتجة.

أرواق عمل

وعلى هامش ملتقى الفجيرة الإعلامي قدمت الدكتورة منال الدفتار ورقة عمل تناولت خلالها وسائل التواصل الاجتماعي على العاملين في وسائل الإعلام الرقمية وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على العاملين  في الغرف الإخبارية، فيما ناقشت ورشة عمل أخرى قدمها الدكتور عبدالحليم المدني مفارقة بين الإعلام التقليدي والحديث في ورقة بعنوان الإعلام بين الماضي والحاضر.

مذكرة تفاهم

وفي ختام الملتقى وُقعت مذكرة تفاهم إعلامي بين شبكة قنوات DMC ومؤسسة قنوات الفجيرة الإعلامية، بهدف مد جسور التعاون البناء المشترك بغية تبادل الخبرات والإفادة من الموارد البشرية والتقنية والإعلامية المتاحة لدى الطرفين، حيث نصت الاتفاقية على التعاون في المجالات الاعلامية ذات الاهتمام المشترك بما يتضمن تنظيم الفعاليات والتبادل الإخباري والبرامجي والقيام بأنشطة بحثية مشتركة على نحو يعزز الاستنارة ويدعم حركة التنوير والثقافة العلمية والعلوم والفنون والآداب.

وقع الاتفاقية عن مؤسسة قنوات الفجيرة الإعلامية، مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، سعادة حمدان كرم الكعبي، و الدكتورة منال الدفتار مدير قنوات DMC.

وألقى البيان الختامي في الملتقى الدكتور عبد الحميد الصائح، حيث بدأ البيان بذكر رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة لهذا الحدث الإعلامي الفريد، ثم أكد أن الملتقى بحث أهم ما يتصل بالتأثير الحاصل والمتوقع لوسائل التواصل الاجتماعي في الحياة العامة، والأجيال الجديدة على وجه الخصوص.

تصوير: أحمد نور