أكد طارق هلال لوتاه، وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي عضو اللجنة الوطنية لانتخابات المجلس الوطني، رئيس لجنة إدارة الانتخابات، اكتمال الجهوزية التامة لإجراء الانتخابات في مواعيدها المقررة وفق أرقى المعايير.
واكد في حوار ل صحيفة «الخليج» أنه روعي في تحديد المراكز الانتخابية التوزيع الجغرافي والتوسع فيها اكثر من زيادة عدد المراكز لتسهيل وصول الناخبين.
وقال إن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي المقبل واجب وطني، وعلى الناخب التصويت لمن هو قادر على تمثيله ومناقشة قضاياه تحت قبة المجلس.
وحول ورود أسماء متوفين في قوائم الهيئات الانتخابية، أوضح أن الأمر يعتمد على السجل السكاني، وأن عدم تحديث بيانات السجل السكاني من قبل الأفراد وذويهم يؤدي إلى مثل هذه الملاحظات، وتالياً نص الحوار:
* كيف تنظر إلى الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019، بعد الخبرة والنجاحات اللافتة التي تحققت في الدورات الثلاث السابقة؟
تأتي استعدادات وإجراءات اللجنة الوطنية للانتخابات لتنظيم الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي في إطار سلسلة النجاحات التي حققتها الدورات الثلاث السابقة، ولتستكمل مسار المشاركة السياسية للمواطن، والتي بدأت بإطلاق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برنامج التمكين السياسي عام 2005 الذي أصبح خطة عمل وطنية لتحقيق التنمية السياسية والارتقاء بالعمل البرلماني في دولة الإمارات.
وبعد أن تميزت كل دورة بإضافات نوعية، انطلقت استعدادات الدورة الرابعة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي مبكراً بإعلان تاريخي تمثّل بقرار صاحب السمو رئيس الدولة، وأصحاب السمو الحكّام، برفع نسبة تمثيل المرأة الإماراتية في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%. حيث باشرت اللجنة الوطنية للانتخابات اجتماعاتها مبكراً مطلع هذا العام لوضع كل الخطط التنظيمية التي تضمن تنفيذ هذا القرار التاريخي والعمل على تسهيل كل مراحل العملية الانتخابية على الناخبين والمرشحين، وتحقيق الجهوزية التامة لتنظيم هذه العملية وفق أرقى المعايير، وبما يعكس التطور الكمي والنوعي الذي تسجله انتخابات المجلس الوطني الاتحادي.
جديد الانتخابات
* ما هو جديد الانتخابات المقبلة لجهة الأمور التنظيمية التي تتطور في كل دورة انتخابية؟
تتميز الدورة الرابعة لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي بمجموعة من القرارات التي تعزز سير العملية الانتخابية، ومما يميز هذه الدورة خلوها للمرة الأولى من فترة الصمت الانتخابي التي تعني توقف المرشحين عن الدعاية الانتخابية قبل 48 ساعة من بدء الانتخابات الفعلية، ما يساعد المرشحين للتواصل بشكل أكبر مع الناخبين.
كما أن هذه الدورة تشهد زيادة نوعية في أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية بنسبة تجاوزت 50%، لذلك تم التركيز على تطوير إجراءاتنا التنظيمية لمواكبة هذه الزيادة، بتوسيع مراكزنا الانتخابية لتصل إلى 39 مركزاً والتي تم توزيعها وفق خطة محددة ومدروسة على جميع مناطق الدولة، وبما يسهل وصول جميع أعضاء الهيئات الانتخابية إليها، إضافة إلى فسح المجال لأعضاء الهيئات الانتخابية المتواجدين خارج الدولة من التصويت في أماكن تواجدهم من خلال السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية يومي 22 و23 سبتمبر/ أيلول 2019، مع توفير فترة للتصويت المبكر في 9 مراكز موزعة على جميع إمارات الدولة، في الفترة من 1 ولغاية 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وقد اعتمدت اللجنة في هذه الدورة شرط تقديم السيرة الذاتية للمرشحين، والذي يعد شرطاً غير ملزم حسب شروط الترشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي التي نص عليها دستور دولة الإمارات، حيث يشكل هذا الشرط تطوراً تنظيمياً جديداً في هذه الدورة، يتيح أولاً للمرشح التعريف بنفسه وبمؤهلاته وإنجازاته السابقة، ويمكّن الناخبين ثانياً من التعرّف إلى كفاءات كل مرشح لاختيار من يمثلهم في المجلس الوطني الاتحادي 2019.
ومن هنا يمكننا القول إن العملية الانتخابية في دولة الإمارات في تتطور مستمر وبخطى ثابتة، وتسير بشكل متدرج ومدروس يلبي تطلعات المجتمع الإماراتي واحتياجاته ومتطلباته.
التمكين السياسي
* محاضرات وندوات التمكين السياسي تركز على طلبة الجامعات والكليات، فهل من محاضرات موجهة لأفراد المجتمع، الذين يشكلون نسبة كبيرة من القوائم الانتخابية؟
محاضرات وندوات التمكين السياسي تشمل بالفعل الطلبة والشباب الذين شكّلوا أكثر من 60% من مجموع أعضاء الهيئات الانتخابية للدورة الرابعة لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، لكنها لا تقتصر عليهم، بل تستهدف جميع أعضاء الهيئات الانتخابية.
وتحرص ورش العمل والفعاليات والأنشطة التي تنظمها بشكل دائم ومتواصل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي واللجنة الوطنية للانتخابات والمعلومات المقدمة عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الذكي للجنة الوطنية للانتخابات ومنصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، على الوصول إلى جميع فئات وشرائح المجتمع، التي نحرص على الوصول إليها وتعزيز وعيها وثقافة المشاركة السياسية لديها.
ومن هنا، وعلى سبيل المثال، تم خلال الفترة من 2012 وحتى الفترة الحالية من 2019 تنظيم نحو 135فعالية ونشاطاً بالتعاون مع جميع مؤسسات المجتمع الأهلي التي تهتم بجميع فئات المجتمع، بمن فيها المرأة والشباب، إضافة إلى الجهات والمؤسسات الحكومية واستفاد منها 27404 أشخاص من مختلف شرائح المجتمع المستهدفة في جميع مناطق الدولة، الأمر الذي يعزز السعي للوصول واستهداف جميع شرائح المجتمع.
دور عضو المجلس
* ما تأثير أداء أعضاء المجلس الوطني وإنجازات المجلس الوطني في مناقشة مختلف المواضيع العامة في تشجيع أفراد المجتمع على المشاركة الإيجابية في الانتخابات المقبلة؟
مثّل المجلس الوطني الاتحادي منذ تأسيسه الرؤية الاستراتيجية للآباء المؤسسين لدولة الاتحاد، وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي استشرفت المستقبل، ورسمت برنامجاً واضحاً للعمل البرلماني المثمر الذي يواكب ويدعم ويسهم في مسيرة التنمية الشاملة في شتى المجالات.
فضمن مسيرته التي بدأت مع تأسيس دولة الاتحاد حقَّق المجلس الوطني الكثير من الإنجازات التي ترافقت مع نجاحات وإنجازات الإمارات بجميع المجالات.
وقد جسد المجلس هذه الرؤية من خلال حرصه الدائم على بحث ومناقشة متطلبات المواطنين، وإيجاد الحلول لها عبر جلساته التي بلغت 609 جلسات ، والتي أقر خلالها 599 مشروع قانون ، وهذا من الجانب التشريعي وحده. وبالنظر إلى الجانب الرقابي فإننا نجد المجلس كان حاضراً كذلك بفاعلية وحيوية أعضائه التي نقلت صوت المواطن ومطالبه لتطرحها تحت قبة المجلس، وتضعها على طاولة المسؤولين وصناع القرار ، حيث ناقش 327 موضوعاً عاماً ، كما طرح 877 سؤالاً ، وأصدر 355 توصية ، و78 بياناً لتشكل بمجملها سجلاً حافلاً لإنجازات المجلس الوطني الاتحادي.
وبالنظر إلى هذه الإنجازات التي قام بها المجلس وأعضاؤه فإنها بكل تأكيد ستشكل عاملاً مهماً في تحفيز أعضاء الهيئات الانتخابية للمشاركة في العملية الانتخابية والتصويت لمن يمثل صوتهم لإيمانهم بأن عمل المجلس يأتي ضمن السعي ليكون السلطة المساندة، والمرشدة للسلطة التنفيذية، وتحقيق تكامل الأدوار والجهود لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة.
أيام الانتخابات
* في الدورة السابقة كان عدد أيام الانتخابات داخلياً وخارجياً 5 أيام ، وأقصد هنا التصويت خارج الدولة والتصويت المبكر، فهل ساعد ذلك في زيادة عدد المشاركين في الإدلاء بأصواتهم ، وما هي علاقة عدد أيام الانتخابات بمدى الإقبال على صناديق الاقتراع؟
منذ إطلاق صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله ، برنامج التمكين السياسي للمواطنين ، ومنذ انطلاق التجربة الانتخابية الأولى عام 2006 كان هناك اهتمام كبير من قبل المواطنين من خلال التفاعل مع هذه التجربة البرلمانية الجديدة، سواء كان بالاهتمام بالإقبال على الترشح، أو متابعة العملية الانتخابية بكل مراحلها.
ومن الطبيعي أن تتطور العلاقة بين الناخبين والعملية الانتخابية إيجاباً بالتزامن مع استمرار المسار التصاعدي والمتدرج والمدروس لتعزيز المشاركة السياسية في دولة الإمارات، خاصة بعد إدخال نظام التصويت المبكر والتصويت خارج الدولة ، ونتطلع إلى مشاركة كبيرة من أعضاء الهيئات الانتخابية.
السجل السكاني
* ما سبب وجود أسماء عدد من المتوفين ضمن أعضاء الهيئات الانتخابية؟
قوائم الهيئات الانتخابية تعتمد على بيانات السجل السكاني ، حيث يتم ومن خلال التنسيق مع الجهات المعنية تنقيح البيانات، وفي الوقت ذاته للكشف عن الحالات التي يتوجب تصحيحها.
زيادة الأعداد
* أعداد الهيئات الانتخابية تضاعف هذه الدورة بنسبة تزيد على 50% ، إلا أن أعداد المراكز الانتخابية زادت بنسبة ضئيلة لا تذكر، حيث أصبحت 39 مركزاً بدلا من 34 مركزاً في الدورة السابقة، ما مبرر ذلك؟
لمواكبة الزيادة في أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية في هذه الدورة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، لم نعمل فقط على زيادة أعداد المراكز، بل حرصنا على توسيعها وزيادة أعداد القائمين عليها والمنسقين والمتطوعين فيها. وعليه، فإن عملية اختيار المراكز الانتخابية ، وتوزيعها، وسعتها لهذه الدورة راعت زيادة أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية الذين يستعدون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، وتم توزيعها بشكل مدروس وضمن خطة محددة تضمن لجميع أعضاء الهيئات الانتخابية إمكانية الوصول إليها والإدلاء بأصواتهم لمرشحيهم.
وهنا لابد من التأكد أن الأهمية ليست في عدد المراكز وإنما بالتوزع الجغرافي لهذه المراكز، وحجمها، والقدرة الاستيعابية لها، وعدد أيام التصويت، التي تصب بمجملها في تقديم أفضل الخدمات للناخبين وتسهيل عملية التصويت.
الصوت الانتخابي
* هل من كلمة توجيهية لأفراد المجتمع لتعزيز المشاركة في الانتخابات المقبلة؟
أتوجه إلى جميع أعضاء الهيئات الانتخابية للمشاركة بفاعلية في اليوم الانتخابي والتصويت لمن يرونه قادر على تمثيلهم، ونقل صوتهم ومناقشة قضاياهم تحت قبة المجلس، كما ندعو المواطنين للتأكد من ورود أسمائهم في الهيئات الانتخابية، من خلال التواصل مع مركز اتصال اللجنة الوطنية للانتخابات أو زيارة الموقع الإلكتروني والتطبيق الذكي للجنة، ورسالتنا هي أن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي القادم واجب وطني.
المصدر: صحيفة الخليج