تبدأ مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» اليوم، مرحلة الدخول للمدار العلمي للكوكب الأحمر، فيما يأتي ذلك إثر اكتمال العمليات المعيارية والاختبارات كافة لأجهزة المسبار كافة بعد دخول مدار الالتقاط، إذ تم فحص أنظمته واستكمال 120 فحصاً استعداداً للمرحلتين النهائيتين من المهمة، وهما الانتقال للمدار العلمي الحالية، و«بدء العمليات» المقبلة.

ومن الضروري أن يكون المدار العلمي للمسبار بيضاوي الشكل، إذ تستغرق مدة الدورة الواحدة حول الكوكب الأحمر نحو 40 ساعة في هذه المرحلة ما قبل الأخيرة من رحلة المسبار، وسيتمكن من أداء مهامه العلمية المخطط لها، على ارتفاع 1000 كيلومتر فوق سطح المريخ وعلى بعد 49,380 كيلومتراً منه.

وبعد اكتمال مرحلة المدار العلمي يبدأ مسبار الأمل المرحلة الأخيرة وهي مرحلة «بدء المهمة العلمية»، وفيها يتخذ «مسبار الأمل» مداراً بيضاوياً حول المريخ على ارتفاع يتراوح من 20,000 إلى 43,000 كيلومتر، ويستغرق فيها المسبار 55 ساعة لإتمام دورة كاملة حول المريخ، وسترصد الأجهزة المتطورة التي يحملها المسبار في المرحلة العلمية كل ما يتعلق بكيفية تغير طقس المريخ على مدار اليوم، وبين فصول السنة المريخية، بالإضافة إلى دراسة أسباب تلاشي غازي الهيدروجين والأوكسجين من الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، والتي تشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزئيات الماء، وكذلك تقصي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلى والعليا، ومراقبة الظواهر الجوية، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.

ويواصل المسبار مهمته مدة سنة مريخية كاملة (687 يوماً أرضياً)، بحيث تمتد حتى أبريل 2023، لضمان أن ترصد الأجهزة العلمية الثلاثة التي يحملها المسبار على متنه كل البيانات العلمية المطلوبة التي لم يتوصل إليها الإنسان من قبل حول مناخ المريخ، وقد تمتد مهمة المسبار سنة مريخية أخرى، إذا تطلب الأمر ذلك، لجمع المزيد من البيانات وكشف المزيد من الأسرار عن الكوكب الأحمر.

ونجح المسبار في التقاط أول صورة للمريخ في اليوم التالي لوصوله إلى مدار الالتقاط، من ارتفاع نحو 25 ألف كيلومتر فوق سطح الكوكب الأحمر، فيما تتابع المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء حركة المسبار أولاً بأول لمواصلة مهامه التالية، إذ تمت جدولة الاتصال اليومي مع المحطة الأرضية والذي يمكن فريق العمل من إجراء عمليات تحميل سلسلة الأوامر وبيانات العمليات المختلفة بشكل منظم في الفترة المقبلة.

صور دقيقة

والتقط مسبار الأمل الصورة الأولى لكوكب المريخ عبر كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI وهي كاميرا رقمية مخصصة لالتقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتستخدم أيضاً لقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي.

وتشكل الكاميرا أحد الابتكارات الناجحة والمصممة خصيصاً لتحقيق أهداف المسبار في دراسة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر، وبالإضافة إلى هذه الصورة، سيجمع «مسبار الأمل» أكثر من 1000 غيغابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، بحيث يتم إيداعها مركزاً للبيانات العلمية في الإمارات، وسيقوم الفريق العلمي للمشروع بفهرستها وتحليلها.

وتعد كاميرا الاستكشاف الرقمية EXI واحدة من 3 أجهزة علمية متطورة يحملها مسبار الأمل لدراسة كوكب المريخ، ونقل صورة شاملة عن مناخه وطبقات غلافه الجوي المختلفة، الأمر الذي من شأنه أن يوفر فهماً عميقاً لعمليات الغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتعد كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي، قادرة على التقاط صور بدقة 12 ميغابيكسل مع الحفاظ على التدرج الإشعاعي اللازم للتحليل العلمي المفصل. وتتكون الكاميرا من عدستين إحداهما للأشعة فوق البنفسجية والأخرى للأطياف الملونة تستخدم لالتقاط صور ذات تفاصيل واضحة للمريخ.

البيان