شهدت المدن والمناطق شرقيّ البلاد منذ الساعات الأولى صباح الإثنين، أمطاراً غزيرة مصحوبة برعد وبرق وبَرَد في بعض المناطق، ما أدى إلى تجمّع المياه في الدوّرات والشوارع الرئيسة والفرعية والساحات الداخلية في الأحياء، وجريان كثير من الأودية والشعاب الجبلية.
فيما سببت الحالة المدارية التي تشهدها الدولة في ارتفاع أمواج البحر، امتنع على أثرها الصيادون من الخروج إلى الصيد، فضلاً عن انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. وتلبّد السماء بالغيوم يبشر بهطل المزيد من الأمطار خلال الساعات القادمة.
وكانت حركة المرور على الشوارع خفيفة، لالتزام الجميع بمناشدات الأجهزة الشرطية التي أهابت بالجميع البقاء في المنازل وعدم الخروج إلّا للضرورة القصوى، خاصة أن جميع الجهات الحكومية والمدارس والجامعات فعّلت نظام «العمل عن بُعد».
وأدت الاستعدادات الاستباقية المكثفة من الأجهزة الشرطية بالمنطقة، وفرق البلديات شرق البلدية إلى التعاطي بإيجابية وسهولة مع الآثار التي خلّفتها الأمطار المتمثلة في تراكم المياه بمناسيب عالية في الشوارع والدورات والساحات، حيث باشرت الفرق العمالية للبلديات في سحب كميات المياه المتراكمة وظلت تواصل عملها على مدار اليوم.
وأفاد اللواء محمد أحمد الكعبي، القائد العام لشرطة الفجيرة، رئيس فريق إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بأن الأمطار الغزيرة خلفت تجمعات للمياه، والفرق الحكومية المتخصّصة تعمل بتوافق مزودة بآلياتها وكوادرها العمالية في سحب كميات المياه من الشوارع والدورات والساحات. والدوريات المرورية نشرت في جميع شوارع الإمارة لتحقيق انسيابية حركة السير، فضلاً عن إغلاق جزئي لبعض الطرق لتسهيل سحب المياه المتراكمة، وفتحها أمام حركة السير. مؤكداً أن الأجهزة الشرطية لم تسجل أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات بسبب الأمطار، ودعا الجميع خاصة السائقين إلى الحيطة والحذر والابتعاد عن الأودية.
وأوضحت بلدية الفجيرة أن جهود فرقها العمالية متواصلة لسحب المياه، وأكدت استعدادها للتعامل مع الأحوال الجوية السائدة وتطوراتها وجاهزيتها لاستقبال بلاغات الجمهور عبر مركز الاتصال 80036.
فيما قال المهندس عبد الرحمن النقبي، مدير بلدية كلباء إن البلدية باشرت استعداداتها الاستباقية بتفعيل خطة الاستعداد مع الحالات المدارية والمنخفضات الجوية المعتمدة سابقاً التي تدرّبت الكوادر البشرية للتعامل معها ودراسة مواقع التأثير ومتابعة النشرات التي تصدر من المركز الوطني للإرصاد.
وأوضح أن البلدية بناء على تفعيل خطة الاستعداد وزّعت المعدات والآليات والمضخّات بناء على الدراسات والمقارنات ومواقع تجمع المياه المتوقعة، ونشر فرق الطوارئ وتوزيع 34 مضخة بالمدينة و50 آلية ومعدة للبلدية و17 صهريجاً للقطاع الخاص. وتجهيز آلية السدّ وتمركزها بشاطئ كلباء، بإجمالي 220 عاملاً، فضلاً عن جهود البلدية في فحص قنوات تصريف مياه الأمطار بالمدينة والتأكد من خلوّ مجاري الأودية من أي معوقات.
وأشار إلى أن البلدية نظّمت بالتنسيق مع مركز شرطة كلباء حركة المرور والطرق البديلة، لسرعة إنجاز عمليات شفط مياه الأمطار بواسطة الصهاريج والمعدات ومناشدة الجمهور الابتعاد عن مجاري الأودية وأخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة.
وأفادت المهندسة فوزية القاضي، مديرة بلدية خورفكان، بأن اللجنة البلدية المختصة بالتعامل مع الأحوال الجوية برئاستها، باشرت على الفور التعامل مع أثار الأمطار، بعد نشر 15 مضخة و35 مضخة ومركبة، و27 صهريجاً و135 عاملاً، حيث نجحت الفرق والآليات في سحب مياه الأمطار من الشوارع الرئيسة والدوّرات والساحات بالأحياء، والأوضاع استقرت تماماً.
وكانت القيادة العامة لشرطة الشارقة، أغلقت مؤقتاً صباح الإثنين، عدداً من الطرق في مدينتي خورفكان وكلباء.
الخليج