أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس الثلاثاء، دعمه جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد في إنجاح مشاورات السلام اليمنية في الكويت والمتعثرة منذ الأحد الماضي بعد قرار وفد الحكومة الشرعية تعليق مشاركته احتجاجا على استمرار الخروقات والعمليات العسكرية للمتمردين الحوثيين وحلفائهم. والتقى رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة ووزير الخارجية، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أمس الثلاثاء في قصر بيان المبعوث الأممي بحضور الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أ ن اللقاء شهد تجديد موقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الداعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في إنجاح مشاورات السلام اليمنية التي تعقد حاليا في دولة الكويت.
واستقبل نائب رئيس مجلس الأمة الكويتي مبارك بنيه الخرينج أمس وفداً من الحكومة اليمنية برئاسة وزير الصناعة والتجارة عضو وفد الحكومة في مشاورات الكويت الدكتور محمد السعدي. واستعرض الوفد الحكومي الذي ضم أعضاء فريق الدعم السياسي في مشاورات الكويت سفير اليمن لدى واشنطن الدكتور احمد عوض بن مبارك، واللواء عبده حسين الترب، ورنا غانم، والقائم بأعمال السفارة اليمنية بالكويت الدكتور محمد صالح البري، تطورات الأحداث والمستجدات على الساحة اليمنية، وما ترتكبه المليشيا الحوثية وصالح من اعمال حرب ضد المدنيين والبنى التحتية وخرقها لاعمال الهدنة، وممارستها لفرض الحصار المطبق على مدينة تعز منذ اكثر من 10 أشهر.
وأكد الوفد حرص الحكومة على انجاح مشاورات الكويت الرامية الى احلال السلام وفقاً للقرار الاممي 2216 والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل. كما عبر عن شكره لدولة الكويت الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا على مواقفهم الأخوية إلى جانب اليمن وشعبه في مختلف المراحل والظروف لاسيما خلال هذه المرحلة الراهنة وما يمر به من ظروف استثنائية نتيجة عمليات الانقلاب التي نفذتها مليشيا الحوثي وصالح.. مشيراً الى ان الكويت لها بصمات واضحة في مسار دعم التنمية في اليمن.
وكان ولد شيخ أحمد قد التقى الليلة قبل الماضية عبداللطيف الزياني، وبحث معه في المشاورات التي انطلقت في 21 أبريل الماضي في مسعى لإنهاء الصراع اليمني المستمر منذ مارس العام الماضي. وقال المبعوث الأممي في بيان وزع فجر أمس الثلاثاء: إنه يعول على دعم الزياني المعهود لجهود الأمم المتحدة وعلى خبرته الطويلة في التعامل مع الملف اليمني.
وأشار إلى أنه عقد ليل الاثنين الثلاثاء اجتماعات مع وفد الحكومة اليمنية الشرعية ووفد جماعة الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (وفد الانقلابيين)، وشخصيات دبلوماسية وسياسية من أجل «بلورة إطار استراتيجي يجمع طروحات الوفدين». وأضاف: «ناقشنا خلال الاجتماعات اقتراحات تقرب بين وجهات النظر وتساهم في إيجاد حل سريع لقضية لواء العمالقة» الذي استولى عليه المتمردون الحوثيون الأحد بعد أن اقتحموا مقره الرئيس في محافظة عمران شمال اليمن. وذكر أن الإطار العام للمشاورات الذي وضعته الأمم المتحدة يبني على قواسم مشتركة ويحضر لمسار سياسي استراتيجي شامل يؤمن للمواطنين «استقراراً أمنياً وسياسياً»، مضيفا: «نحن نعمل حالياً على مناقشة هذا الإطار العام من خلال اجتماعات ثنائية مع الأطراف اليمنية حتى نحدد أولوياتهم ونبني على القواسم المشتركة».
وذكرت مصادر قريبة من الوفد الحكومي أنه يشترط للعودة انسحاب المتمردين من معسكر لواء العمالقة والالتزام بقرار وقف إطلاق النار الذي وضع حيز التنفيذ عشية 12 أبريل الماضي، إضافة إلى إطلاق المعتقلين الذين يقدر حقوقيون يمنيون أعدادهم بثمانية آلاف سجين.
ورصدت لجان المراقبة المحلية التابعة للحكومة اليمنية 86 اختراقا للهدنة من قبل ميليشيا الحوثي وصالح في ست محافظات منذ الساعة التاسعة مساء الاثنين وحتى الساعة التاسعة صباح الثلاثاء. وذكرت في تقرير نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن هذه الخروقات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وجرح 19 آخرين.
وأشار التقرير إلى 34 اختراقاً للهدنة ارتكبتها الميليشيات في محافظة تعز جنوب غرب البلاد حيث يدور واحد من أعنف موجات الصراع اليمني منذ عام. وقصف الحوثيون وقوات صالح بالمدفعية والرشاشات المتوسطة مواقع للقوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي في محيط مدينة تعز خصوصا في الضاحيتين الشرقية والغربية ما أسفر عن سقوط قتيلين أحدهما مدني والآخر عنصر في المقاومة الشعبية الموالية.
وفي وقت لاحق مساء الثلاثاء، قتل شخصان يعتقد أنهما مدنيان بسقوط صاروخ كاتيوشا أطلقه الحوثيون على منزل في منطقة الضباب جنوب غرب مدينة تعز حسب مصادر محلية. وذكر المجلس العسكري الذي يقود المقاومة في تعز، أن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أغار على قوات متمردة في جنوب غرب محافظة تعز بعد أن حاولت التقدم في اتجاه مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية أن القصف الجوي خلف عشرات القتلى في صفوف الميليشيات ودمر عددا من آلياتهم العسكرية. كما اشتدت المعارك بين القوات الموالية للحكومة وميليشيات الحوثي وصالح في بلدة نهم القريبة من العاصمة صنعاء.
وقالت وسائل إعلام تابعة للمتمردين إن قتلى بالعشرات سقطوا في المواجهات العنيفة في نهم في غضون 48 ساعة ماضية. وذكر قيادي ميداني في المقاومة الشعبية في نهم لـ«الاتحاد»، أن الوضع «متوتر» مع محاولة الميليشيات الزحف في اتجاه مواقع قوات الشرعية في البلدة شمال شرق العاصمة، مؤكدا سقوط قتلى من الجانبين في المعارك التي تستخدم فيها المدفعية والرشاشات الثقيلة. وقال مراقبون محليون إن الميليشيات في صنعاء أرسلت 400 مقاتل مدعومين بآليات عسكرية إلى منطقة الساقية في بلدة الغيل في محافظة الجوف شمال شرق البلاد، كما قامت باستحداث مواقع جديدة في مواقع أخرى في المحافظة. كما أرسل الحوثيون تعزيزات عسكرية إلى بلدة صرواح غرب محافظة مأرب شرق البلاد حيث أفشلت القوات الحكومية هجمات عديدة للميليشيات التي كثفت قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع المقاومة في جبل هيلان المطل على صرواح.
كما هاجم الحوثيون بالمدفعية معسكر كوفل التابع للشرعية شرق صرواح ما أسفر عن مقتل جندي وجرح آخرين، حسب بيان صادر عن المركز الإعلامي التابع للمقاومة في مأرب الخاضعة معظم مناطقها لسيطرة الحكومة منذ أكتوبر.
الاتحاد