ما أن برزت الجماعات المتطرفة في العالم العربي في الآونة الأخيرة، حتى سارع العشرات من الطلاب والشباب السودانيين للانضمام إليها، الأمر الذي شكل هاجساً للأسر السودانية.

ولفتت الانتباه في هذا السياق مغادرة أكثر من 20 طالباً وطالبة من جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، التي يملكها القيادي البارز بحزب المؤتمر الوطني الحاكم د. مأمون حميدة خلال العام الماضي، في واقعة كانت بمثابة جرس إنذار للسلطات السودانية.

ورغم التحوطات التي أعلنت عنها السلطات، والتدابير التي قالت إنها اتخذتها لتحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة، إلا أن مراقبين لا يستبعدون وجود خلايا إرهابية تنشط في الخفاء لتجنيد واستقطاب الشباب السوداني إلى براثن التنظيمات المتطرفة، ومما يدلل على وجود مثل هذه الأنشطة ما أعلنه جهاز الأمن السوداني، أول من أمس، من إلقاء القبض على ستة عناصر، وصفها بالخطيرة والمؤثرة والفاعلة في إغراء وتجنيد وتهريب الشباب والطلاب والأجانب الى ليبيا، حيث ضُبطت في حيازة المجموعة أسلحة وذخائر وسيارات ومعدات متنوعة.

وبحسب تصريحات لرئيس دائرة مكافحة الإرهاب بالجهاز أن معلومات موثوقة توفرت لجهاز الأمن حول تحرك المجموعة نحو العاصمة الخرطوم من اتجاه دولة ليبيا، على متن عربتين، حيث جرت متابعتهم طيلة فترة عبورهم للصحراء الغربية، وتم صبيحة يوم 22 مايو الجاري نصب كمين للمجموعة، حيث تم القبض على خمسة من أعضائها.

وأوضح رئيس الدائرة أن عناصر المجموعة الموقوفة، حاولوا دفن المضبوطات في الصحراء قبل القبض عليهم. وفي إطار التحقيق معهم أرشدوا إلى سادسهم، حيث تم القبض عليه وتفتيش منزله وحجز مضبوطات ذات صلة بالعملية، مستطرداً أن الاستجوابات والتحريات ستتواصل للحصول على مزيد من المعلومات حول مدى ارتباط تلك العناصر بمجموعات وأنشطة إرهابية خارج البلاد.

وبحسب رئيس دائرة مكافحة الإرهاب، الذي نقل تصريحاته المركز السوداني للخدمات الصحافية التابع لجهاز الأمن السوداني، أن عمليات الجهاز مستمرة بنشر قوات على حدود البلاد مع الجارة ليبيا للحد من تسلل أية عناصر إرهابية إلى البلاد أو ممارسة أي أنشطة مخالفة للقانون الوطني أو الدولي.

البيان