محمد يوسف
الأوضاع في المنطقة تحتم علينا أن ننتقل إلى مرحلة أكثر تقدماً في مجال التكامل السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي بين دول مجلس التعاون الخليجي.
اجتماعياً نحن متكاملون، علاقات دم ونسب تربط أهلنا من الكويت إلى عمان، وحركة التنقل كانت ولا تزال سهلة ومتواصلة، لم تتوقف خلال بعض الأزمات التي وقعت بين دول من المجلس سابقاً، ولن تتوقف لاحقاً، فالخلاف السياسي لا يقطع جذور تاريخنا المشترك. الترابط الخليجي أقوى من كل محاولات الأعداء لشق الصف.
فشل الإخوان، وفشل الإيرانيون، وزاد التلاحم مع اشتداد الهجمات، فأبناء هذه المنطقة يقدرون معنى الالتقاء عند خط المصير المشترك، وقد تنبهوا سريعاً لمؤامرات مواقع التواصل، وحملات تبادل السباب والشتائم عبر حسابات تحمل أسماء خليجية، فهذه في الغالب أسماء وهمية، ولن نقول كلها، فلا يزال هناك بعض الجهلة بيننا، وأيضاً بعض المندسين من الإخوان، وهم قلة قليلة يضاف إليها من يدعون أنهم نخبة ومفكرون!!
قادتنا كانوا مثالاً قوياً على التمسك بوحدة الصف الخليجي، صبروا، وساروا خلف المصلحة العامة ولم يتبعوا الأهواء، وأوصلوا السفينة إلى بر الأمان، لقد أفشلوا بعض «الشطحات» التي ولدتها الظروف الناتجة عن الربيع المدمر، فلم يقطعوا الاتصال بين بعضهم البعض، ولم يلغوا الاجتماعات الدورية للقمة، وتناقشوا حتى تجاوزوا المخططات، وتبين للجميع أن القلوب المتآلفة قادرة على تجاوز المحن، وأن الاختلاف في وجهات النظر لا يطال الاتفاق على أمن وسلامة بلادنا.
الهوية الخليجية موجودة قبل قيام مجلس التعاون الخليجي، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يعيها الجميع، الأصدقاء والأعداء، وحتى أبناء المنطقة، وجاء المجلس من أجل تأطير تلك الهوية، وقد ينتقل هذا المجلس بشكله الحالي إلى مرحلة أكثر تقدماً وأشمل تعاونا واتحاداً، وقد يتغير اسمه وتتبدل أهدافه، وشيء واحد لن يتغير ولن يتبدل، وهو أننا نحمل هوية واحدة، هي الهوية الخليجية.
البيان