شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، صباح اليوم ، افتتاح المؤتمر الدولي الخامس عشر لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في الجامعة تحت عنوان “العملات الافتراضية في الميزان”، وذلك في قاعة الزهراء بمجمع كليات الطب والعلوم الصحية.
بدأ حفل الافتتاح بالسلام الوطني للدولة، تلاه آيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة كلمة قدم فيها الشكر والتقدير والامتنان إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على رعاية سموه وحضوره المؤتمر، الذي ينسجم بمكوناته العلمية الشرعية منها والعصرية مع المنهج الحضاري والعصري العام، الذي عمل ولا يزال يعمل سموه بموجبه في بناء الأركان الأساسية لتقدم وتطور إمارة الشارقة الحضاري، الأمر الذي يتوافق مع الجوهر العام لرؤية ورسالة جامعة الشارقة التي وضعها سموه لها منذ تأسيسها قبل أكثر من عقدين من الزمن.
وأكد الدكتور حميد مجول النعيمي أن جامعة الشارقة تقوم على الإشعاع كصرح علمي تعليمي في كل ما من شأنه أن يبني ويطور المجتمعات من حولها، الداخلية منها والخارجية، ولأن “العملات الافتراضية” باتت تفرض نفسها وبأشكال مختلفة حتمتها الثورة التقنية العالمية التي تتغلغل في ثنايا متطلبات الحياة العصرية ولجميع المجتمعات لأن أمر هذه العملات يتصل وبشكل عملي مع المنهج الشرعي والقانوني للمجتمعات العربية الإسلامية من حولنا، قررت جامعة الشارقة ومن خلال كليتها للشريعة والدراسات الإسلامية، وضع هذه العملات في “الميزان” الشرعي والقانوني من خلال هذا المؤتمر.
وأشار إلى محاور المؤتمر العلمية، وهي ” المحور الرقمي” من حيث مفهوم العملات الافتراضية وحقيقتها وأنواعها وخصائصها والمخاطر التقنية لهذه العملات الافتراضية، و”المحور الشرعي” من حيث التأصيل الفقهي للعملات الافتراضية وفقه الاستشراف وأثره في إدارة مخاطر العملات الافتراضية وغيرها، و”المحور القانوني ” الذي يبحث في الطبيعة القانونية للعملات الافتراضية وموقف التشريعات منها، وغيرها، إلى جانب ” المحور الاقتصادي ” الذي يناقش الآثار المالية لهذه العملات وآثارها الاقتصادية، وإدارتها وتحدياتها ورقابتها المحاسبية، فضلا عن المخاطر الاقتصادية والمالية لهذه العملات.
من جانبه قدم سعادة الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد رئيس الهيئة العليا الشرعية للأنشطة المالية المصرفية الإسلامية في المصرف المركزي بالدولة الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعم سموه للعلوم والثقافة والمعارف والنهضة التعليمية، ورعاية طلاب العلم والبحوث العلمية وإقامة المؤتمرات العالمية.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر الهام، مشيرا إلى أنه يختلف هذا العام عن سابقيه في فحواه ومبناه، حيث يتحدث عن مسائل دقيقة في المعرفة الشرعية أو ما يسمى اصطلاحا النازلة الفقهية والتي أصبحت حديث المجالس واهتمام الناس ودوائر الحكومات، وهي العملات الافتراضية.
ولفت الدكتور أحمد الحداد إلى أن العملات الرقمية أصبحت متداولة في العالم حيث التصقت بالاقتصاد الرقمي الذي تتيحه البرمجيات، وتوفره تقنية الاتصالات، وهو ما حير الفقهاء الباحثين في شأنها، معربا عن تقديره لجامعة الشارقة لتنظيم هذا المؤتمر الذي يحظى بنخبة من العلماء والفقهاء في هذا الشأن، ليكون لبنة أولى في تأسيس حكم شرعي واضح، وتتبعها لبنات متسلسلة لـ ” العملات الرقمية ” حتى يكتمل التصور فيعين المفتين بإصدار فتوى شرعية يستنير بها المسلمون.
وقال إن دولة الإمارات سباقة لكل جديد مفيد، وقد سبقت الكثير من الدول في الاقتصاد الرقمي والاعتماد على “البلوك تشين” الذي يحقق استقرار التقنية الرقمية، ويحافظ على الأصول والمستندات والحقوق والممتلكات، مشيرا إلى أن تلك الجهود دعمت بالبحوث والمؤتمرات واحتضان العلماء والباحثين.
وكرم صاحب السمو حاكم الشارقة، عقب الافتتاح، المتحدثين الرئيسيين وهما الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، والدكتور أسيد محمد الكيلاني عضو الهيئة الشرعية العليا لمصرف الإمارات المركزي.
ويهدف المؤتمر الدولي الخامس عشر لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة – الذي يستمر يومين – إلى مناقشة التداول الإلكتروني أو ما يعرف بالعملات الرقمية، كأحد أهم وسائل التداول المالي الحديثة، والتي أخذت بالانتشار بشكل واسع على مستوى العالم، للتعريف بسبل تنامي هذا النوع من التداول وتسارع انتشاره والإحاطة بالتساؤلات التي تثار حوله، وآلية التأصيل الفقهي له، ووضع الضوابط الشرعية والقانونية له، بجانب مناقشة الآثار المترتبة على التعامل بالعملات الافتراضية، وما هو موقف التشريعات القانونية منها، والآثار الاقتصادية المترتبة عليها، وذلك للخروج بتوصيات شرعية واقتصادية وقانونية قائمة على أسس علمية.
حضر حفل الافتتاح إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة .. الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، ومدير جامعة الشارقة ونوابه وعدد من المسؤولين وضيوف المؤتمر من الجامعات المحلية والعربية والعالمية.
وام