الفجيرة نيوز- فريال الرشيد
ناقشت الجلسة الرابعة لملتقى الفجيرة الإعلامي الخامس والتي جاءت تحت عنوان (تجارب من الميدان)، بعض التحديات التي واجهت ومازالت تواجه المرأة في الميدان الإعلامي، أدار الجلسة الكاتب الصحفي الأردني مفلح العدوان.
حيث تناولت رئيسة تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية، السعد المنهالي، موضوع الإعلاميات الإماراتيات مستندة إلى تجربتها الشخصية من الميدان كرئيسة تحرير، حيث تناولت الإعلام الإماراتي بين الماضي والحاضر، وأشارت إلى أن الإعلام من أكثر الجهات الفاضحة لقصور الشكل النهائي للمخرج والمبينة لصلاحية المادة أو عدم صلاحيتها، كما قالت بأن دولة الإمارات تضع تشريعات تسهل عمل المرأة في المجال الإعلامي، وعرضت المنهالي سيرتها الذاتية والصعوبات والمعوقات التي واجهتها في بداية عملها في المجال الإعلامي مثل تعرضها لمنع نشر موادها الإعلامية لسبب لم تعرفه حتى الآن، إلا أنها تحدت بإصرار كل هذه المشاكل لقوة عزيمتها وإرادتها في الوصول إلى حلمها.
وأضافت المنهالي” إن التعامل مع المنتج الصحفي لا يتعلق بما إذا كان الصحفي إمراة أو رجل، لأن ذلك يعد تمييزا عنصريا ونجد ذلك في بعض المجتمعات التي لا تقبل أو ترفض أن يتساوى أو أن تكون المرأة في نفس مستوى الرجل في المجال الإعلامي أو المهني بشكل عام”.
فيما تطرقت الكاتبة والمحللة الصحافية، نبيلة رمضاني إلى الحديث عن الفرص المتاحة والمغلقة للمرأة الإعلامية في الميدان قائلة:” لابد لك كصحفي أن تعرف أنك قد تكون تحت ظروف صعبة و كإمرأة تحديدا في المجال الإعلامي يجب أن تواجه الصعاب التي تندرج تحت كونها إمرأة صحفية، ومن وجهة نظري أن الإعلام هو انعكاس للمجتمع حيث يوضح مايواجهه الإعلام في مجتمع محدد سواء بإيجابية أو سلبية، كما أننا يجب أن نتقبل فكرة أن الصعاب والتحديات قد تتواجد في كافة المجالات لذا على المرأة أن تمتلك القوة التي تستطيع من خلالها الصمود في وجه هذه الصعاب.”
وتضيف رمضاني:” واجهت المرأة المسلمة صعوبات في بعض البلدان الغربية حول ارتدائها للحجاب والنقاب، وقد عملت على مواجهة هذه الظاهرة، كما أنني عملت في مؤسسات تناهض الإسلام ورأيت أن المرأة تواجه عوائق كونها صحفية مسلمة والنساء الإعلاميات عموما يواجهن العديد من الصعاب، إلا أن النساء لديهن فرص للعمل والظهور الإعلامي ولا نستطيع أن نشكك في هذه النقطة حيث يكون للمرأة وجودها المميز في الجرائد والمواقع الإلكترونية الخاصة بالتواصل الاجتماعي”.
كما تقول رمضاني:” واجهت مشاكل في الحصول على المادة الإعلامية في بعض الدول مثل اليمن إلا أن النساء المسلمات ساعدنني في العمل في المؤسسات الإعلامية، وقد سافرت بشكل كبير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما أعطاني فكرة عن التوجه الإعلامي في بعض الدول، وقابلت أشخاصا مهمين مثل القذافي وبشار الأسد ما ساهم في مساعدتي إعلاميا إضافة إلى أن مقابلتي للأشخاص العامة سهل لي عملية الحصول على المادة الإعلامية، وعملت في التحرير حيث كنت أراسل قناة فرانسيس حول الحجاب وخطر ظهور المرأة في الإعلام وقابلتني العديد من وجهات النظر التي اختلفت معي في هذا السياق”.
وتحدثت الإعلامية في مونت كارلو بفرنسا، فائزة مصطفى، عن دور الإعلاميات العربيات في وسائل الإعلام الغربية، مبينة اختلاف العادات والتقاليد في الدول الغربية عن منطقة الخليج، حيث درست عشر سنوات بالجزائر ووجدت أن حريات المرأة هناك تراجعت وتم اغتيال نساء جزائريات في الحرب الأهلية بالجزائر، كما أن المرأة انتزعت حقوقها في وسائل الإعلام الغربية وتأثَّر الإعلاميون العرب في الغرب نتيجة الأحزاب المعادية للمسلمين، ورغم انتشار فكرة معاداة الإعلام الغربي للعرب إلا أننا نجد أن وسائل الإعلام الغربية تراهن على المصداقية فهي محايدة للقضايا التي يعرضها الشرق الأوسط، ونجد أيضا أن المرأة في الغرب مقيدة بالسياسة الإخبارية والخط الإقتصادي، فيما نجد إعلاميات لهن دور بارز ومشاركات في إدارة النقاشات وشرح مايحدث في المنطقة العربية للفرنسيين مما يوضح الرؤية الفرنسية لمايدور في الدول العربية بحقائق موثوقة ويلغي الخلط في الحقائق. وقالت بوجود إذاعات في فرنسا يديرها إعلاميون عرب باللغتين العربية والفرنسية وأحيانا الأمازيغية، وختمت حديثها بذكر أمثلة لإعلاميات فرنسيات من أصول عربية اهتمن بقضايا الشرق الأوسط مثل نادية صفصاف التي دافعت عن المهاجرين، وياسرين معترف التي أظهرت الثراء العربي الموجود في باريس”.
وتناولت الكاتبة الصحفية والإعلامية، عائشة سلطان، الإعلام بين التنظير الأكاديمي والحياة العملية، مستهلة حديثها بالمثل الذي يقول” إن الذين يملكون المعلومة هم الذين يملكون القوة”، إلا أنها تفضل القول بأن “الذين يملكون التجربة يملكون القدرة على الذهاب بثقة للأمام”، فالإعلام هو فن إيصال المعلومة للآخرين وهو الوسيلة التي يتم من خلالها الربط بين المرسل والمتصل، والبيئة الإعلامية في المؤسسة هي التي تمكن الصحفي من إتمام عمله بشكل بسيط أو العكس حسب بيئة المؤسسة السياسية والاقتصادية وغيرها، والإعلامي يحتاج لطحن في شخصيته حيث إنه يمثل واجهة أساسية في المؤسسة.
وتحدثت عائشة عن بعض المواقف التي واجهت بعض النساء اللواتي رغبن بالالتحاق بالمجال الإعلامي، حيث واجه البعض رفضا صارما من قبل مؤسسات نتيجة للمظهر الخارجي وهنا نجد التمييز واضحا ورغم الخبرة التي اكتسبنها ظل الرفض يلاحقهن ويحرمهن من تحقيق أحلامهن، إلا أنه على الصحفي أن يخلق اسمه وشخصيته ويفرض نفسه ورأيه على أن يكون مستندا في مواده الإعلامية على الوثائق التي تؤكد صدق حديثه ما يمكنه من مواجهة أي صعوبات قد تواجهه في مشوار عمله الإعلامي، واستندت في ذلك على موقف شخصي تعرضت له حين نشرت حقائق موثوقة عن شخص تسبب في إعاقة طفل نتج عن ذلك جدال وتحقيقات تعرضت لها إلا أنها أكدت على مصداقيتها بوثائق استندت عليها في كتابة المادة الإعلامية.
واختتمت أستاذة الإعلام في جامعة عجمان للعلوم و التكنولوجيا- مقر الفجيرة، د. ماجدة خلف الله العبيد، الجلسة بحديثها عن دور المرأة الإعلامي أكاديميا ومهنيا، حيث توجد مساحات للتعلم والإبداع بين الأكاديمية والمهنية تقويها الموهبة والثقافة لتشكل موسوعة معرفية لحمل الرسالة الإعلامية، وللنظريات الفكرية أهمية للإعلامي حيث تكسبه الخبرة التي يحتاجها في عمله الإعلامي كما أن المرأة تستطيع أن تكون في الصفوف الأولى حيث حققت نجاحات عديدة لا يمكن التغاضي عنها، حيث تميزت ونبغت في مجال الدراسة، فنرى أن بعض النساء يعملن في التحرير أكثر من الرجال، وتطرقت لوصف تجربتها في العمل الصحفي والأكاديمي مؤكدة على أن الدراسة منحتها الرؤية الفلسفية والبعد الاستراتيجي، أما النظريات فقد منحتها القدرة على تشكيل الفكر النقدي، والمعايير المهنية اكتسبتها من الدراسة ثم طبقتها ومارستها في العمل والجزء الأكاديمي منحها القوة في العمل، وأشارت إلى أن البحث العلمي يعلم الموضوعية والبعد عن التحيز. وتناولت قضية انفصال شمال السودان عن جنوبه حيث خاطبت العقل وكتبت بمنطقية واصفة ما يحدث لأن الدراسات جعلتها تتقبل النتائج الصادمة والموجعة بعقلانية وعدم تحيز، فمن الضروري الالتزام بالموضوعية وعدم تضمين العواطف والآراء الشخصية في حال كتابة المادة الإعلامية وتقبل اختلاف وجهات النظر.