الفجيرة اليوم – عنوان هام وملح، تمت مناقشته بحضور نخبة من الإعلاميين العرب في الجلسة الرابعة من فعاليات مؤتمر الفجيرة الإعلامي 2024، الإعلام الموازي.. محطات ورؤى”، تناول الإعلام التقليدي في عصر الذكاء الاصطناعي.

وشارك في الجلسة، رائد برقاوي، رئيس تحرير جريدة “الخليج” الإماراتية، وعلاء ثابت رئيس التحرير السابق لجريدة “الأهرام” المصرية، وإبراهيم المليفي رئيس تحرير مجلة “العربي” الكويتية، وأدار الجلسة محمد جلال الريسي، مدير وكالة أنباء الإمارات.

البداية كانت حول نظرة المشاركين إلى الذكاء الاصطناعي، ودخوله إلى عالم الإعلام؟

رئيس جريدة “الخليج” الإماراتية، رائد برقاوي، رأى أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يعوض عن مهنية الإعلام.

وأضاف: يمكن للذكاء الاصطناعي تخفيض التكاليف، لكنه لا يجعلنا نستغني عن الكوادر الإعلامية.

وضرب برقاوي مثالاً لما حصل قبل فترة أثناء هطول الأمطار الغزيرة التي سببت صعوبات في التنقل، مما أدى إلى عدم طباعة النسخة الورقية من الصحيفة خلال أسبوعين. وأضاف:
اللافت، أننا تلقينا الكثير من الاتصالات التي تسأل عن صدور الصحيفة الورقية.

ويفضل البرقاوي استخدام مصطلح الإعلام المهني، عوضاً عن الإعلام التقليدي، ويرى بأنه يعاني في هذه المرحلة من مخاطر كبيرة تنهشه من كل الجهات، بدءا من “غوغل” إلى مواقع السوشيال ميديا إلى غيرها من المنابر الرقمية.

وأضاف برقاوي: يصلنا اليوم فقط 10% مما تحصل عليه المواقع الإلكترونية من إعلانات، مع أنهم يحصلون على المعلومات من عندنا في وسائل الإعلام “المهنية”.

وحول الإعلام الموازي، رأى رئيس تحرير صحيفة الخليج، أن هناك شكوكاً مازالت تحوم حول الإعلام الجديد ومدى مصداقيته.

وتوقع برقاوي توقف الكثير من المؤسسات الإعلامية المهنية الخاصة، بسبب عدم قدرتها على الاستمرار بهذا الشكل من تحمل الخسارات المالية. مؤكداً ضرورة إيجاد حل مع المؤسسات الإعلانية لموضوع توزيع الإعلانات بشكل عادل.

علاء ثابت، رئيس تحرير جريدة “الأهرام” المصرية السابق، تحدث عن بداية الصحيفة وكيف احتفلت منذ أسابيع بصدور العدد 50 ألف، الذي يعتبر رقماً كبيراً لم تصل إليه إلا بعض الصحف العالمية.

وأقر ثابت بأن تطور الصحافة يتم بوتيرة أضعف من تطور التكنولوجيا، وأضاف: نستخدم التكنولوجيا في الأرشفة وعدد من المسائل التقنية، لكننا لا نثق بالذكاء الاصطناعي، ونصر على الإبقاء على الصحفيين بهدف تلافي الأخطاء التي يمكن أن تحدث.

وبين ثابت، أن 90% من دخل مؤسسة الأهرام، يأتي من الصحافة التقليدية، و10% من الالكترونية الحديثة.

وأضاف:
نستخدم الذكاء الاصطناعي في تدقيق الصور والأشخاص والأماكن، ونستخدم برامج المعلومات واللغة ورغبات المعلنين ومنتجة الفيديوهات الخاصة بالفعاليات الكبرى.

رئيس تحرير مجلة “العربي” الكويتية، إبراهيم المليفي، تحدث عن عدم معاناة مجلة العربي من موضوع التمويل، لأنها حكومية، وقال إن المجلات، هي من أوائل الضحايا، فهي لا تستطيع الاستمرار، لأنها في النهاية مشاريع تجارية وإذا لم تربح ستتوقف عن العمل.

وتساءل المليفي عن وجود القارىء العربي، وقال إنه إذا توفر الطلب توفر العرض، والكل يعرف ما هو مستوى القراءة في العالم العربي اليوم.

وقال المليفي إنه لا يمكن استخدام مصطلح “الاعلام الموازي”، لشخص قام فقط بتصوير مشهد فيديو لحدث ما. فهذا شاهد عيان وليس إعلامياً.

وعن الذكاء الاصطناعي، قال المليفي إنه من الممكن أن تحل الآلة مكان الإنسان في معامل السيارات، لكن هذا لا ينجح في الصحافة.

وحول الخطط المستقبلية، تحدث رئيس تحرير صحيفة “الخليج” رائد برقاوي، عن المهام الوطنية التي يتحملها الإعلام المهني، وفي مقدمتها زرع القيم والوعي في عقول الشباب، حيث يجب على الإعلام التركيز على الشباب بين عمر 18 و20 عاماً.

وتحدث برقاوي عن الصعوبات المالية التي تجعل الصحف غير قادرة على المواكبة التكنولوجية. وأضاف:
لابد من الموازنة بين المال والمهنة، وإلى الآن نحن صامدون وسنبقى، لأننا نحمل رسالة ويجب الاستمرار بها، رغم الصعوبات المالية التي نمر بها.

وفي نهاية الجلسة، شارك الحضور في الحوار، ووجهوا عدداً من الأسئلة إلى المشاركين.