ركز المعرض الدولي للإعلام الرقمي واتصالات الأقمار الصناعية كابسات 2022 ، في يومه الأول على موضوعات استدامة قطاع الفضاء وتهديدات الحطام الفضائي، والتغيّرات التي تشهدها سلوكيات العملاء من حيث استهلاك المحتوى، بمشاركة نُخبة من مشغلي الأقمار الاصطناعية والبث ومنتجي المحتوى.

افتتح مؤتمر المحتوى في إطار فعالية كابسات 2022 أعماله بكلمة رئيسية ألقاها ماجد السويدي، المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات ومدينة دبي للإنتاج، مشيراً إلى الأعداد المتزايدة لرواد الأعمال ومساعي دبي لاستقطاب المواهب والمؤسسات على حدٍّ سواء، لتكون بمثابة حافز للارتقاء بمستوى قطاع الإعلام في الإمارة.

وتناولت جلسة حوارية، جمعت مجموعة من أبرز قادة مؤسسات البث في المنطقة والعالم، سُبل إيصال المحتوى للمستهلكين والطبيعة المُعقّدة لآلية صنع القرار الرامية إلى إرضاء المستهلكين وضمان ربحية الشركات في فترة تشهد تنافساً واضحاً بين الوسائط التقليدية والرقمية.

وأشار وائل محمد البطي، نائب رئيس المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية والرئيس التنفيذي للشؤون التجارية، إلى أنّ التركيز على إضفاء الطابع المحلي على الإنتاجات وضمان جودتها أهم عوامل رضا العملاء، لا سيما في ضوء استمرار الاعتماد على خدمات الأقمار الاصطناعية.

فيما قالت يوليا فيشر، مديرة زي دي إف ستوديوز المحدودة، إحدى أضخم شركات البث في أوروبا، إن المحتوى الناطق باللغة الألمانية يحتوي على القسم الأكبر من إنتاجاتنا، لكننا نبحث عن فرص للإنتاج المشترك هُنا في الشرق الأوسط ، وقُمنا بإنتاج أعمال مثل ذا كيلينج وذا بريدج وغيرها، والتي كان لها أثر كبير في تعزيز خبرتنا حول مفهوم متابعة المحتوى لفترات مطولة، علماً أنّ ذلك كان قبل ظهور منصات مثل نتفليكس وديزني بلس ن كما لمسنا وجود طلب على متابعة المحتوى المنتَج خارج هوليوود أيضاً، ولا شك بأنّ إرضاء المستهلكين أصبح أكثر صعوبةً لذا فإنّ المحتوى الجيّد يلقى إقبالاً أكبر.

و شهدت قمة سات إكسبو 2022، المنعقدة بالتوازي مع مؤتمر المحتوى من كابسات، العديد من النقاشات مع المتحدثين الذين توافدوا للمشاركة في الفعالية من جميع أنحاء العالم. وأصبحت مسألة تراكم الحطام المداري والإدارة المستدامة والمسؤولة للفضاء من أهم المواضيع المطروحة ضمن قطاع الأقمار الاصطناعية، مع وجود ما يزيد عن 900 ألف قطعة من الحطام في الفضاء وتوثيق حوالي 20 ألف قطعة منها فقط.

وأوضح أليساندرو كاسيوني، مدير وحدة ديناميكيات الطيران لدى إنمارسات، إلى أنّ ارتطام إحدى قطع الحطام الفضائي التي يصل قياسها لـ 1 ملم فقط قد يؤدي إلى انقطاع إمدادات الطاقة، الأمر الذي يستدعي بالتأكيد تحسين آليات التتبع وتعزيز اللوائح التنظيمية، بدلاً من الاعتماد على التوصيات غير المُلزِمة.

وبدورها، قالت فيكتوريا سامسون، مديرة مكتب واشنطن لدى مؤسسة العالم الآمن: عندما أتحدث عن مسألة الحطام الفضائي أمام الأشخاص غير المختصين بالفضاء، يبدؤون بتخيّل سيناريو فيلم وول-إي، ويعتقدون بأنّ دائرة هائلة من المخلفات ستحوم حول كوكبنا، لكن المسألة ليست بهذا الشكل. سيؤدي هذا إلى جعل بعض المدارات مكلفة أو خطرة للغاية، ولذا سنفقد المزايا التي توفرها لنا هذه المدارات.

وكشف كاسيوني، المسؤول عن ضمان أمن أسطول شركة إنمارسات، بأنّ نصف إجمالي الحطام الفضائي الموجود في الفضاء كان ناجماً عن ثلاثة حوادث ارتطام فحسب، علماً أنّ الأقمار الاصطناعية الفعالة لم تكن طرفاً في أيّ من هذه الحوادث، بينما أكّد حمد بدوره على أهمية الترخيص الحكومي. وقال إنه يتوجب علينا في المرحلة الراهنة إخراج الأقمار الاصطناعية عن مدارها خلال 25 عاماً فقط، وهذه فترة طويلة ، وتوجد مساحة واسعة جداً للتعاون، لكن لا بد من إقرار اللوائح التنظيمية في هذا الصدد، مع عدم الاكتفاء بالتوصيات غير المُلزمة..مزضحا أنّ أسطول الأقمار الاصطناعية لديهم مصمم ليخرج عن المدار تلقائياً مع استخدام المواد التي تتفكك عند عودتها إلى الغلاف الجوي للأرض.

وام