الفجيرة نيوز- “قطع وصل” عنوان مثير للمسرحية الأخيرة في عروض المهرجان وهي من تمثيل وإخراج فنان المسرح اللبناني الشهير رفيق علي أحمد وإخراج ناجي صوراني.
تحكي المشاهد عن نزيل مصح للأمراض العقلية وهو كمواطن يحلم كغيره بحياة حرة كريمة لكنه يصطدم بالواقع المأساوي المر الذي يعيشه وسط مجتمع قاس تسوده أشكال التعصب التي يرفضها ويحاربها ويتوق إلى الانسلاخ عنها كي ينفتح على العالم ما أفقده توازنه وأوصله إلى المصح العقلي.
ويسرد بطل المسرحية واسمه “رضوان” حكايته في هذيان فيحكي عن انكسار أحلامه وعن غربته في وطنه ومجتمعه اللذين يرفضانه.
في الندوة التطبيقية حول العرض والتي أدارها الإعلامي حسام عبدالهادي، ممتدحا المسرحية قائلا: هذا العرض الجميل الذي تألق فيه رفيق علي أحمد كعادته.، وتحدث بعده المنجي بن إبراهيم، فوجه شكره لإدارة المهرجان وللجنة اختيار العروض على اختيارها هذا العرض الجميل مبديا إعجابه بأداء الفنان رفيق علي احمد، متمنيا على العرض إلغاء جميع العناصر الصوتية المسجلة التي دخلت على العرض باستثناء الأغنية الأخيرة.
وتداخل السرّ السيد، متحدثا عن أن الممثل استطاع أن يعيد كتابة نص آخر على الخشبة، الأمر الذي جعلنا نتواصل ونتفاعل مع العرض، مشيدا بتوهج رفيق علي احمد على الخشبة، لقرب العرض من الواقع من خلال الأداء الجميل للممثل، وذلك من خلال الانتقال السلس من شخصية إلى أخرى دون استخدام الأدوات المألوفة والمستهلكة للممثلين. ممتدحا توظيف الإضاءة التي خدمت خطاب العرض.
أما المخرج عزيز خيون، فبدأ مداخلته بتقديم شكره إلى الفنان رفيق علي احمد لما قدمه للمونودراما العربية من عطاءات عدة، متمنيا على المخرج إلغاء قطعة الناموسية التي كان نائما فيها والتي لم تقدم شيئا للعرض، متمنيا أن يعرض هذا العرض في العراق، لما له من مضامين تتناسب مع القضايا الاجتماعية العراقية.
وبدوره قال الفنان علي مهدي: لقد استسلمت للعرض بشكل كامل نظرا لما غمرني به من بهجة وسرور حيث أن أفكار رفيق علي احمد تحولت إلى صور يعول عليها في مساء مسرحي جميل كهذا المساء، مبديا إعجابه بأداء الممثل الراقي، الذي استطاع أن يحول الجمهور إلى شركاء في العرض، مؤكدا على أننا في هذه الليلة أمام منهج مسرحي مهم لرفيق علي احمد في الأداء. ممتدحا اللغة الشاعرية للنص التي جاءت بصور قوية ومتنوعة وتفاصيل دقيقة ومشخصة من قبل الممثل.
وأثني الفنان سامح الصريطي، على ذكاء المؤلف في طرح شخصية المجنون التي أتاحت للشخصية التصرف كما يريد وفق حالة الجنون التي رافقتها، منتقدا أيضا الأصوات المسجلة التي رافقت العرض، ممتدحا انتقال النص من الهموم المحلية إالى العربية إلى العالمية. وذاكرا أن العرض قدم متعة كبيرة ، وفي رده على المتداخلين، شكر الفنان رفيق علي احمد، جميع المتحدثين مؤكدا أن همه الكبير هو تقديم الواقع على المسرح، كما أجاب على وجود الأصوات البشرية المسجلة، انه اقتنى الحالة من عدد من مسرحيات شكسبير، وانه وضعها من أجل أن تصل فكرة العرض واضحة. كما ذكر أن المسرح له قدسية خاصة لديه، ويستمتع في العمل فيه، وله أسلوبه الخاص في عروضه. كما ذكر رفيق انه قدم أكثر من خمس عروض مونودراما، وان عرض الليلة شارك في الكثير من المهرجانات المسرحية العربية.
وأشار الفنان الكبيرإلى انه في عمله يمزج بين أسلوب الحكواتي وأسلوب الأداء التمثيلي المسرحي. موجها شكره الجزيل للجنة الفنية على تعاونها الكبير معه قبل وخلال العرض، والتي تبذل جهودا جبارة في هذا المهرجان.