الفجيرة نيوز- تستضيف هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مساء الأربعاء 21 يناير الجاري الحفلة الموسيقية الغنائية لفرقة ” تبادل ” الألمانية، والتي تحتفي خلالها بالمنجز الغنائي والموسيقي للفنان العربي الراحل محمد عبد الوهاب، وتأتي هذه الأمسية التي تقام في فندق نوفوتيل بالفجيرة بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية ومعهد جوته لمنطقة الخليج، وذلك من ضمن جولة للفرقة تقدم خلالها حفلين آخرين في أبوظبي ودبي .

وقال نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام محمد سعيد الضنحاني بأن ” هذه الأمسية تأتي من ضمن التعاون المشترك مع الهيئات الثقافية العربية والدولية تفعيلا للحركة الفنية في إمارة الفجيرة ، ومن ضمنها إقامة الأمسيات الموسيقية ، وقد سبق وأن استضافت الهيئة فرقة موسيقية أميركية أيضاً لاقت النجاح والحضورالمتميز ” وأضاف ” هناك الكثير من الفعاليات الثقافية الكبرى التي ستشهدها إمارة الفجيرة خلال العام الجاري، ومن بينهما مهرجان الفجيرة للموسيقى الأول، وملتقى الفجيرة الفكري الأول، وأمسيات أدبية، ومشاركات في معارض داخلية وخارجية، ومهرجان المسرح المدرسي وغيرها نأمل أن تكون إضافة للحركة الثقافية النشطة في الإمارة”

يذكر أن فرقة “أوركسترا تبادل” قد تأسست في العام 2010 بجهود موسيقيين من كولونيا ومصر وتركيا مستمدين إلهامهم من تجوال بعضهم في العالم العربي وحماسهم لإرثه الموسيقي.وقد خصصت ” تبادل” في أول عزف جماعي في أوروبا برنامجاً كاملاً لواحد من أعظم ملحني العالم العربي في القرن العشرين وهو الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب. حيث تقوم الفرقة منذ 2013 بالعزف مع المغني اللبناني المميز رابح لحود الذي سوف يثري الحفلات المقامة في الإمارات بالمشاركة مع المغنية اللبنانية ساندي شمعون.
ومن المعروف أن الموسيقار محمد عبد الوهاب قام بتلحين أكثر من 1000 مقطوعة موسيقية ويعد واحداً من أعظم الملحنين في العالم العربي وأكثرهم إبداعاً، كما أنه أول من أبدع الأفلام الغنائية العربية وأدخل إلى الموسيقى العربية آلات موسيقية غربية مثل الجيتار الكهربائي والبيانو وكذلك أنغام من أمريكا اللاتينية مثل الرومبا والتشا تشا.
ويعد مشروع موسيقى عبد الوهاب أكثر من مجرد مزيج من الموسيقى الألمانية والعربية حيث ربط الموسيقار محمد عبد الوهاب في ألحانه العربية أساليب أوروبية متنوعة وعناصر من الموسيقى الألمانية، وهذا ما يجعل موسيقاه متفردة “، حسبما توضح الدكتورة غابريلا لاندفير مديرة معهد جوته لمنطقة الخليج في أبوظبي وتضيف “هنا يسمع المرء البولكا أو التانجو واللتان تمتلكان وقعاً مختلفاً تماماً عندما يتم دمجهما في الموسيقى العربية. ومن خلال استخدام الآلات الموسيقية الحديثة ينشأ مزيج رائع من أنغام الرقص الشرقي والجاز والروك والفلكلور والذي يكون كلاسيكياً وحديثاً في نفس الوقت”.
من جهته يرى الدكتور إيكهارد لوبكيماير، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الإمارات العربية المتحدة بأنه “في زمن الصراعات الكبرى والانقسامات تبرز الفكرة الأساسية لعبد الوهاب أكثر إلحاحاً، حيث يخلق بالموسيقى جسراً يربط بين العالم كله، سواء موسيقى الشرق أو أوروبا أو الأميركتين أو أسيا وإفريقيا، وذلك كله بدون أن ننسى أصلنا.”
وتكاد تكون موسيقى محمد عبد الوهاب غير معروفة في أوروبا لكن يحظى حفل تبادل الذي يحيي موسيقى عبد الوهاب بقيمة خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك كون عبد الوهاب ملحن موسيقى النشيد الوطني الإماراتي “عيشي بلادي” بالإضافة إلى العديد من ألحان النشيد الوطني لدول عربية أخرى.