محمد الجوكر

خلال افتتاح رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، أول أمس في لوزان، قمة كبرى، ناقشت فيها، تقديم مقترحات لإصلاح نظام مكافحة المنشطات، في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «وادا»، وذلك بعد شهرين من انتهاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو، وإبعاد فريق ألعاب القوى الروسي، لم يصدر عن أي لجنة أولمبية عربية بيان، أو موقف لها، تبرر أو تقول رأياً، بل أغلق الملف حتى إشعار آخر.

وبالطبع نحن العرب بعيدون عن هذا الحدث، أو ربما نخجل، أن نتطرق إليه، لأننا منشغلون بالكرة واللاعبين، وفترة الانتقالات الشتوية والصيفية، والصرف كما نريد، والتفكير في المدربين وتجهيز قرارات «التفنيشات»، ونضع البدائل ونبحث عن المسببات والتبريرات، برغم أن دوريات المنطقة العربية لكرة القدم، بدأت منذ أسابيع، وأما بالنسبة لأمور كهذه، أتحدى أن يكون لدينا علم، فمثل هذه المؤتمرات، حتى لو لم نشارك فيها، علينا متابعتها، ونقف عندها، ونتطلع إلى ما توصل إليه الآخرون، حتى تصب الخلاصة في مصلحة الرياضة، ولكن نحن للأسف الشديد لا نعرفها ولا نتابعها وربما لا نسمع عنها !

نحن أمة لدينا استعداد، في «الرغي» ونتكلم بالساعات في الاجتماع الواحد، وهو الوحيد والذي لا يتكرر، إلا فيما ندر، حيث تبدأ الجلسات بدون تنظيم، والبند الواحد ممكن أن نتناقش فيه أكثر من ساعة، بينما البند الأهم، ربما نتركه ونقلبه، ونحول الأمور رأساً على عقب، إلى جدول الأعمال، لأن التنظيم في حياتنا الرياضية، مفقود، وطالما هو مفقود، إذا يا ولدي لا تبحث عن المفقود!، وفي لوزان المدينة الجميلة، التقى أبرز القادة الرياضيين في العالم، بعيداً عن الأضواء، للبحث في تدابير رامية إلى جعل مكافحة المنشطات «أكثر قوة ونجاعة واستقلالية»، بحسب اللجنة الأولمبية الدولية، وجمعت القمة، برئاسة باخ، أعضاء اللجنة التنفيذية، ورؤساء أبرز الاتحادات الرياضية الدولية، من بينهم البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، ولاحظنا حضور رؤساء اللجان الأولمبية الروسية، والصينية والأميركية ورئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات البريطاني كريج ريدي والسويسري جاني اينفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو الحدث الثاني الذي يحضره، والأول كان قبل فترة، وتفاجأ بالموقف الآسيوي الموحد، عندما طلب أعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تأجيل ترشيح ممثلي القارة في مجلس «الفيفا»، بسبب تعاطفهم مع زميلهم القطري سعود المهندي !!.

وهنا أشدد على موقف اينفانتنيو الرئيس الجديد للاتحاد الدولي، قبل افتتاح القمة، خاصة وأن هذه أول قمة أولمبية له، سيستمع فيها أولاً قبل التحدث، لكلمتين لهما أكثر من معنى، فعهد التنظير والفلسفة انتهى، ولن يعود، وقد حضرت اجتماعات عربية عدة، كانت الخطابات والشعارات الرنانة، هي المسيطرة، كما هي الحال أحياناً لبعض الكتابات والخطابات الإعلامية، كل ما تسمعه تكتبه وترميه، لعله يعمل صدى، ويحقق ردة فعل. حتى الكتابة تتطلب أن نكتب ونحن نعقل ما نقوله، فليس كل ما يقال يكتب وينشر، فقد سببت هذه المقولة الأزمات بدون لزومات!، وزمان، وتحديداً في مرحلة الثمانينات، كانت فترة انتقالية للإدارة الرياضية، حيث كان الغالبية من الإداريين، في تلك الحقبة، يتقبلون الرأي والرأي الآخر، بل يستمعون قبل إبداء رأيهم وحسم الأمور، فلا استعجال ولا انفعال ولا حماس متهوراً ولا عاطفة دون أن يكون للكلمة معنى قبل أن تقال.. والله من وراء القصد.

البيان