أكدت الإمارات دعمها لسلامة أراضي البوسنة والهرسك، بما يتماشى مع القانون الدولي واتفاقية «دايتون»، ولقوة الاتحاد الأوروبي – «ألثيا»، مشيرة إلى أن الحفاظ على الاستقرار والمضي قدماً بعملية المصالحة أمر ضروري لضمان تحقيق السلام المستدام في البلاد.

واستهلت الإمارات بيانها بتهنئة الصين على تولي رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر، متمنية لها فترة ناجحة في قيادة عمل المجلس، كما أعربت عن تقديرها الصادق للوفد البرازيلي لجهوده خلال رئاسته الناجحة للمجلس في شهر أكتوبر المليء بالتحديات.

وقالت دولة الإمارات أمس في بيان ألقاه السفير محمد أبوشهاب، نائب المندوبة الدائمة لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة: «إن التقدم الذي تم إحرازه في البوسنة والهرسك على مدى السنوات العديدة الماضية أمر مشجع ومفعم بالأمل، سواء بالنسبة للمواطنين الذين يستحقون السلام أو للمجتمع الدولي الذي ساعد في دعم أولئك الذين يسعون إليه».

وأضاف محمد أبوشهاب: «على الرغم من المكاسب الملموسة التي تحققت، استمرت التوترات في التزايد طوال هذا العام، لذا يتعين علينا أن نحمي تلك المكاسب في البوسنة والهرسك لتحقيق مستقبل مستدام لشعبها».

وفي هذا السياق، رحب بالتجديد الإجماعي لولاية ألثيا التابعة لقوة الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن التجديد يعكس ثقة مجلس الأمن في قوة الاتحاد الأوروبي والدور الهام الذي تلعبه في تعزيز الاستقرار في البوسنة والهرسك.

وأعرب أبو شهاب خلال البيان عن قلقه من المسار السياسي الحالي في البوسنة والهرسك، مؤكداً أهمية مواصلة الحوار بحسن نية للتغلب على جميع القضايا العالقة والتقدم إلى ما هو أبعد من الانقسامات، ومعالجة التوترات الحالية، لما قد تؤديه من تقويض للاستقرار والرخاء، معتبراً أن اختيار السلام ليس بالأمر السهل، ولكن لا بد من تحقيقه.

وفي شأن التنمية الاقتصادية قال أبو شهاب: «من أجل بناء مشهد اجتماعي وسياسي مستقر للأجيال القادمة، يتعين على شباب البوسنة والهرسك أن يلعبوا دوراً رئيسياً، بالتعاون مع المجتمع الدولي، لتطوير الصناعات والبنية التحتية التي تسهل الفرص الاقتصادية وتساعد على ضمان أملهم في مستقبل بلادهم».

كما أكد على أهمية التصدي لخطاب الكراهية، وتعزيز التعايش السلمي والتسامح باعتبارها ركائز أساسية لبناء مجتمعات مسالمة ومتماسكة، وخاصة المجتمعات المتنوعة كما هو الحال في البوسنة والهرسك، مطالباً بتضافر الجهود واتباع نهج يشمل المجتمع بأكمله.

وفي السياق، دعا أبو شهاب القادة السياسيين والدينيين والمجتمعيين، ووسائل الإعلام، أن يكونوا استباقيين في التصدي لخطاب الكراهية أينما ظهر، وضرورة مواصلة الجهود للتخفيف من آثاره الضارة، باعتباره تهديداً مباشراً للسلام الذي استمر منذ التوقيع على اتفاق دايتون.

وام