الفجيرة اليوم – فريال عبدالله
تتبنى الأسر الإماراتية في شهر رمضان الفضيل استراتيجيات تربوية لتشجيع أبنائها على الصيام، والمشاركة في الأنشطة الخيرية، لترسيخ قيم العطاء والتعاون والتكافل المجتمعي وإنشاء جيل متسلح بالقيم الدينية ومتمسك بتعاليم الدين والقيم الثقافية.

ويتزامن يوم الطفل الإماراتي مع شهر رمضان المبارك حيث يصادف اليوم 15 مارس 2024، مما يدعم مساهمات الأسر في تعزيز روح الإنسانية لدى الأطفال، وهي فرصة لتبادر الأسر في تعليم أطفالها أهمية الصوم والمساهمة المجتمعية في الأعمال الخيرية، حيث لا يخلو شهر رمضان من أعمال الخير والمبادرات الانسانية. فما هو دور الأسرة الإماراتية في بناء ثقافة الصيام لدى الأطفال وماهي أهم استراتيجياتها؟.

يقول المواطن أنور محمد العوضي في هذه المناسبة لـ”الفجيرة اليوم”: “رمضان هو شهر الخير والمشاركة، وتقاسم النعم، والرحمة، هذه هي المعاني التي يحملها الشهر الفضيل، والتي تتكامل مع ثقافة واستراتيجية الدولة، وتعزز قيمها المتأصلة المبنية على التسامح، والعطاء، والتعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع، خلال هذا الشهر الفضيل، يتسنى للعائلة الإماراتية تشجيع الأطفال على الصيام والقيام وفعل الخير من خلال الأنشطة الترفيهية وقيام الطفل بمبادرات إفطار صائم، كما تعتبر الأنشطة الخيرية جزءاً أساسياً في شهر رمضان، تأخذ العائلة صيام الطفل على حسب مقدرته بعين الاعتبار وضمن تعليم العائلة للطفل حثهم على التعاطف مع الفقراء والمساكين، وتعليم الطفل على آداب وسنن الصيام، ونرى أيضاً من ضمن المبادرات التي تقدمها الأسر الإماراتية هي تعليم الأطفال فوائد الصيام وأنه ركن من أركان الإسلام، ومن طرق تشجيع العائلة للطفل كذلك، من حيث فعل الخير خلال الشهر الفضيل، تقديم الضيافة والتقاليد الإماراتية العريقة، حول موائد الإفطار في أجواء تعكس القيم الرمضانية، وما يسودها من تضامن، وألفة، ووئام”.

من جهتها، تقول المعلمة موزة النقبي: “تحرص الأسرة الإماراتية على تشجيع الأطفال على الصيام من خلال تعزيز القيم الدينية والأخلاقية في نفوسهم بدمج الأطفال في تحضير الوجبات الرمضانية وتقديمها للمحتاجين، مما يعزز لديهم قيم المساعدة والتعاون، وتعمل الأسرة على تحفيز الأطفال بإيجابية عند صيامهم مثل تقديم الثناء والمكافآت البسيطة بالإضافة إلى تنظيم مسابقات وأنشطة دينية تحفيزية، تحث الأطفال على الاستمرار في الصيام والقيام بالأعمال الخيرية، مثل سماع القصص الإسلامية، والألعاب التعليمية حول رمضان، ولا ننسى المثل الحسن وهو أحد أعظم الطرق لتوجيه الأطفال نحو الخير والعطاء، فعندما يقتدي الأطفال بنموذج إيجابي في حياتهم من خلال ممارسة الصلاة وقراءة القرآن وفعل الخيرات، يكونون أكثر عرضة لتبني القيم والسلوكيات الحميدة.”

محمد جاسم، يؤكد بأن شهر رمضان يعد فرصة مثالية لتعزيز القيم والأخلاق الإيجابية لدى الأطفال، وتعليمهم أهمية العمل الخيري والتسامح، وأن أحد الطرق الفعّالة لتشجيع الأطفال على الصيام هو تبني نهج إيجابي يشمل التحضير المسبق حيث يشجع الأطفال على المشاركة في وجبات السحور والإفطار والمشاركة في النشاطات الروحية والاجتماعية المميزة لهذا الشهر الكريم، ويضيف: “بالإضافة إلى ذلك، يمكن تحفيزهم على الصيام بشكل تدريجي وفقاً لقدراتهم الجسدية والعقلية، ومن الجوانب الأخرى يشجع الأهالي على تعزيز روح العطاء والتسامح لدى أطفالهم خلال شهر رمضان، من خلال إشراكهم في الأنشطة الخيرية والتطوعية مثل توزيع الوجبات الرمضانية أو تنظيم الفعاليات التعليمية التي تسلط الضوء على قيم العطاء والتضامن”.


ويرى محمد المزروعي أن اتباع استراتيجية تتمثل في التدرج في ساعات الصيام هو أحد الوسائل المشجعة للأطفال على الصيام حيث قال: “يمكن التدرج بعدد ساعات أقل فأكثر تدريجيا إلى إتمام العمر المناسب للصيام من الفجر إلى غروب الشمس، ما من شأنه أن يغرس لديهم الصبر، ولتعليمهم على حب الخير للغير يمكن تحفيزهم على المشاركة في توزيع إفطار الصائم أو الأعمال الخيرية الأخرى في الشهر الفضيل”.


أما زينب المطوع، فترى أن تشجيع الأطفال على الصيام يحمل في ثناياه أكثر من مجرد ممارسة دينية، وليس جزء فقط من تقاليدنا، بل أنه تعليم للروح والعقل والجسد على السواء، وتضيف: “من منطلق تجاربي ومشاهداتي، أؤمن بأن الصيام يمكن أن يكون وسيلة فعالة لغرس القيم وتعزيز الإحساس بالمسؤولية لدى الأطفال، شريطة أن يتم تقديمه وتوجيهه بشكل مناسب، فالصيام من خلال الصبر يعلم الأطفال قيمة الانضباط الذاتي والتحكم في الرغبات، في عالم أصبح يعج بالإغراءات، ليكونوا أشخاصاً أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة، ويجعلهم يفكرون في غيرهم، عندما يشعرون بالجوع، يتذكرون أن هناك أشخاصاً في العالم لا يجدون ما يكفي من الطعام يومياً، وهو فرصة أيضا ليعرفوا أكثر عن ديننا وتقاليدنا التي تعزز الدور الروحي والاجتماعي”.

وفي ذات السياق، تقول أمل الحساني: “يعتبر شهر رمضان من أفضل شهور العام وفرصة عظيمة لكل مربي للتهذيب والقدوة، لذلك أعوّد أبنائي الصغار على الصيام دون الإثقال عليهم، وأشرح لهم عن فضل الصيام وأجره عند الله، فالصيام يعلم الأبناء الصبر ويعودهم على النظام والطاعة” .

عادات وتقاليد إماراتية نبيلة تعد إرثاً ثميناً تتوارثه الأجيال، وتُوَرِّثه للأبناء جيلاً عبر جيل، هي ليست مجرد عادات بل هي قيم ومبادئ ترسخت في الوجدان وانعكست على نمط الحياة الاجتماعية، وتظل الأسرة الإماراتية ركيزة أساسية في بناء جيل متفاني في تقدير قيم الدين والأخلاق الانسانية، وإن اعتماد يومٍ للطفل الإماراتي، هو تأكيد على أهمية تنشئة مرتكز قوي يبني مستقبلاً ويطور أمة ويرتقي بالمجتمع.