عرضت قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي، مساء الأثنين، الجزء الأول من الفيلم الوثائقي «أبناء الإمارات في الخدمة الوطنية» الذي يقدم نظرة واقعية لحياة ستة شباب إماراتيين انتقلوا من مرحلة الشباب، ليصبحوا رجالاً أشداء يستعدون لحماية أمن وطنهم، بوصفهم دفعة جديدة من المجندين في الخدمة الوطنية.
وسبق العرض التلفزيوني عرض أول نظمته القيادة العامة للقوات المسلحة – هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية ومديرية التوجيه المعنوي وقناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي، بحضور اللواء طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، وذلك مساء أول من أمس في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي.
في الجزء الأول من الفيلم، رصدت كاميرا ناشيونال جيوغرافيك معسكر تدريب المجندين بمركز سيح اللحمة في العين الذين تركوا حياتهم ومهنهم قيد الانتظار، ليعيشوا المتغيرات التي طرأت عليهم كشباب ملتحقين في الخدمة الوطنية، وتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً.
وخلال أكثر من ساعة، تحدث العديد من المجندين عن تجربتهم في المعسكر، مثل عبد الله النعيمي، وسامر المرزوقي، وخالد المهيري، وخالد النعيمي، وبدر النيادي، وعلي المحرمي، وغيرهم.
بينما قال معلق البرنامج: «كي ينجحوا عليهم أن يتقنوا مهارات البقاء»، لترصد المشاهد التي تبين الخط الفاصل بين الحياة المدنية والعسكرية، وكيف كان الأسبوع الأول شاقاً على معظمهم، حتى إن العيادات امتلأت بالمتدربين الذين وجدوا أن الإرهاق عدوهم الأول، ولكن في النهاية هناك معركة العقل على المادة.
كما لخص الجزء الأول من الفيلم الذي سيعرض على أربعة أجزاء أهداف الخدمة الوطنية، منها إقرار برنامج تقوية القوات المسلحة، وخلق فرص عمل للشباب، وتغيير المواقف الثقافية تجاه العمل، والحفاظ على الاستقرار. وتراوح مدة الخدمة الوطنية بين تسعة أشهر وعامين، بحسب المستوى التعليمي، أما التحاق النساء بالخدمة الوطنية فيأتي بشكل تطوعي.
ورصد الفيلم التحولات التي طرأت على حياة الشباب الملتحقين بالخدمة الوطنية، منها التدريبات العسكرية الأساسية القاسية جسدياً وذهنياً التي خضعوا لها على مدى ثلاثة أشهر، مع الاهتمام بالتركيز على الجوانب الإنسانية التي يعيشونها من خلال العديد من المشاهد التي تبدأ برصد الواقع الاجتماعي وحياتهم المدينة، إلى حين الوصول إلى الحياة العسكرية، مع عدد كبير من أبناء وطنهم الذين يوجدون معاً في مكان واحد لأجل الأهداف ذاتها.
فهناك من كان يعيش في بيته مرفهاً، ويعتاد على النوم في غرفته الخاصة، ويجد نفسه في اليوم التالي ينام متشاركاً في المكان مع 24 شخصاً قد يختلفون عنه في الطباع. أما اجتماعهم في المكان ذاته فلا يعني أبداً أنهم يعرفون بعضهم من قبل، لتبدأ رحلة التعارف بينهم، إلى أن تنتهي بهم كما أكدوا بـ«أخوة مدى الحياة».
وخلال التدريب، رصدت كاميرا ناشيونال جيوغرافيك العديد من المشاهدات اليومية للشباب في الخدمة الوطنية، وكيف حقق بعض الملتحقين اللياقة البدنية، واستطاع خسارة 20 كيلوغراماً من وزنه، بعد فترة من التدريب التي بدأت شاقة بالنسبة إليه، لتنتهي بطريقة اعتيادية وسلسة لمعظمهم، كما رصدت الكاميرا أدق التفاصيل، مثل كيفية الاعتماد على أنفسهم في أمور صغيرة تعلموها، وهي ترتيب أسرتهم، وتنسيق المكان الذي يعيشون فيه، مع العلم بأنهم لم يفعلوا من قبل مثل هذه الأمور البسيطة، وسرد الفيلم أيضاً بعضاً من تدريباتهم العسكرية، وكيفية تحقيق الانضباط، والتدريب على الرماية وفك وتركيب السلاح، وغير ذلك من تدريبات ومهام عسكرية يومية، وسط جو متشبع بروح الأخوة، وهو ما يعزز كما يظهر في الفيلم فكرة التلاحم بين فئات المجتمع على اختلافها، محققين بهذا نقلة نوعية في حياتهم، تصب في النهاية في مصلحة الوطن.
يذكر أنه في نهاية عرض كل جزء سيقدم تحليل لمسار تطور المجنّدين الشباب، عبر إجراء المقابلات مع مجموعة متنوعة من الشخصيات العسكرية والمتدربين الشباب لسرد الحكاية.
عروض
يعرض الوثائقي في 9:50 مساءً كل اثنين إلى أن تستكمل أجزاؤه مساء 13 من يوليو. وتم إعداد وتصوير وإنتاج الفيلم على مدى تسعة أشهر كاملة، باستخدام أحدث التقنيات بواسطة طاقم الإبداعي وفني، تم تسخيره لإبراز وتقديم القصة الواقعية من حياة أبناء الإمارات في الخدمة الوطنية.